تشير الأخبار إلى أن أحزاب التحالف الرئاسي تتخبط في مأزق خطير، أو هكذا يحاول المقاطعون للموعد الانتخابي المقبل، تصوير المشهد السياسي، من خلال شرحهم أبعاد ذلك المأزق بالقول إن أحزاب التحالف لم تُحسن مساندة الرئيس * وأفسدت عليه عرس العهدة الثالثة قبل بدايته، والدليل أن حفل الإعلان عن الترشح تأخّر عن موعده الذي كان متوقعا؟! * بعض المقاطعين بات يمارس السياسة بشكل غريب، فإن كانوا يرمون السلطة القائمة بتهم التزوير المسبق وإغلاق اللعبة، فإنهم يستندون في حقيقة الأمر إلى فتاوى سياسية غريبة، ليس أقلها زعمهم أن جميع من سيقاطع الانتخابات من الشعب ينتمي إليهم بشكل أو بآخر، والحقيقة أننا عرفنا منذ سنوات، أن حزب الأغلبية الصامتة في البلاد لم يعيّن رئيسا ولا مجلسا وطنيا له بعد، فبأي حق ينصبون أنفسهم ناطقين رسميين باسم هؤلاء الذين طلقوا الصناديق بالثلاث، نتيجة فقدانهم الثقة في التغيير؟!..والتغيير هنا لا يعني الوجوه والشخصيات فقط، بقدر ما يتعلق بالبرامج والسياسات؟! * يتصرف المقاطعون مع الانتخابات كتصرف العاشق الذي قام بمقاضاة حبيبته، لأنها أرضخته لحبها بالسحر والشعوذة، وكأنهم يريدون القول إن السلطة ستُرضخ الشعب بنفس الطريقة، وفي الحقيقة أن معظم هذه الوجوه السياسية وجدت في الفرار من الصندوق ملجأ آمنا للقول إنها ماتزال على قيد الحياة الحزبية والشعبية، من خلال محاولة اختطاف تركيز الإعلام الغربي عليها وتصوير المشهد باعتباره ثنائية متصارعة، طرفها الأول قطب ديمقراطي مُقاطع، والثاني، رئيس يبحث عن تثبيت نفسه دون رضا الشعب؟! * المقاطعة الانتخابية تمثل موقفا ديمقراطيا لا يجوز إهماله ولا إسقاطه من حسابات الجميع، سواء تعلق الأمر بالسلطة أو بالأحزاب ولدى أولئك الذين يصورون أنفسهم قطبا للمعارضة، لأن هروب الشعب من الصناديق سببه الشعور بالاشمئزاز من كل ما هو سياسي وانتخابي في ظل بقاء الأوضاع على حالها، واستمرار الأحزاب التي كان يُرجى منها التغيير في إنتاج دكتاتوريات داخلية تحت مسمى القيادات الدائمة والزعامات التي تأبى الانقراض؟