بدأت تتضح بعض مؤشرات ومعالم خارطة الرئاسيات المقبلة، فبينما رفض الرئيس السابق، اليامين زروال، الترشح معلنا إعتزال السياسة نهائيا، قرّر من جهته الدكتور سعيد سعدي "مقاطعة" الرئاسيات، معلنا عن تعليق الأرسيدي لنشاطاته الحزبية، في وقت أعلنت فيه وزارة الداخلية والجماعات المحلية، إبداء سبع شخصيات نيتها في الترشح، حيث سحبت رسميا إستمارات الإكتتاب للشروع في جمع التوقيعات المحدّدة قانونا ب 75 ألف توقيع. * * في ظل هذه المعطيات، لم يسحب بعد الرئيس بوتفليقة، إستمارات الإكتتاب، كما لم يعلن رسميا عن ترشحه للرئاسيات، تزامنا مع إستمرار دعوات أنصاره من أحزاب التحالف الرئاسي والمنظمات الجماهيرية، إلى ترشحه لعهدة ثالثة، في وقت تشير فيه بعض المعلومات والتصريحات العلنية، الواردة على لسان بعض "المناصرين" أن بوتفليقة سيعلن قريبا ترشحه، موازاة مع إقتراب موعد إستدعاء الهيأة الناخبة، الذي سيكون أواخر جانفي الجاري أو بداية فيفري الداخل على أقصى تقدير، طبقا لقانون الإنتخابات الذي ينص على إستدعاء الهيأة الناخبة 60 يوما قبل الإقتراع. * وإلى غاية اليوم، لم يتضح المشهد الإنتخابي بالنسبة لما يسمى ب "مرشح الإسلاميين"، حيث تشير المعطيات المتوفرة إلى خلافات تعصف بإتفاق حول مرشح واحد من بين الوجوه والأحزاب المحسوبة على التيار الإسلامي، ومن بين الأسماء المتداولة، عبد الله جاب الله، أحمد بن محمد، عبد المجيد مناصرة، فيما دخل بورصة الإسلاميين محمد السعيد الذي سحب رسميا إستمارات الإكتتاب واعلن قبل أيام عن تأسيس حزب "الحرية والعدالة"، وهو الوجه الذي إقترن بحركة "الوفاء والعدل" غير المعتمدة، لمؤسسها وزير الخارجية السابق، والمرشح لرئاسيات 1999، أحمد طالب الإبراهيمي. * وإذا كان "المعسكر" الإسلامي لم يفصل بعد ظاهريا في مرشحه لرئاسيات 2009، فإن "المعسكر الديمقراطي" يكون بعد إعلان مرشحه التقليدي، سعيد سعدي، عدم ترشحه، مضطر الآن إلى البحث عن "مرشح بديل"، قد تقوم هذه المرة لويزة حنون، الأمينة العامة لحزب العمال بتمثيله، بعد ما سحبت هي الأخرى إستمارات الإكتتاب من مصالح وزارة الداخلية، إلى جانب كل من مصطفى هادف وفوزي رباعين وعلي زغدود وعمار بوعشة، كرؤساء أحزاب مازالت مصنفة ضمن سرب الأحزاب "المجهرية"، علاوة على موسى تواتي رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، الذي يعتبره مع لويزة حنون مراقبون "أقوى" هؤلاء المترشحين، على إعتبار تواجد حزبيهما بالبرلمان والمجالس المحلية المنتخبة. * وقد شرع الراغبون في الترشح لكرسي المرادية، في مهمة جمع التوقيعات المحددة ب 75 ألف توقيع في أكثر من 25 ولاية، على أن لا يقل عددها عن 1500 توقيع في الولاية الواحدة، أو توقيع 600 منتخب بالنسبة للمترشحين عن أحزاب لها تمثيل في المجالس المنتخبة، سواء البلدية والولائية أو البرلمان. * وبالموازاة مع ذلك، شرعت الإدارة في تنظيم "زيارات إنتخابية" للبيوت والعائلات من أجل إقناع المواطنين بالتوجّه بقوة إلى صناديق الإقتراع، وذلك في سياق البحث عن أسباب ودوافع الإمتناع عن الإنتخابات وإنهيار نسبة المشاركة خلال المواعيد الماضية، ويرى متابعون، أن هذه النسبة تبقى من بين الرهانات و"الهواجس" التي سيعمل المترشحون على تبديدها ومواجهتها خلال الحملة الإنتخابية المقبلة، كإمتحان صعب، ستكشف نتائج الرئاسيات مدى نجاعة ومصداقية المتنافسين على كرسي الرئيس لدى الناخبين