جهيد يونسي يريد تمثيل الاسلاميين في الرئاسيات كشفت مصادر في الهيئة التي نجحت في التقريب بين وجهات نظر الإخوة الفرقاء في قضية لمّ شمل حركة النهضة التاريخية، عن الخلفيات الحقيقية التي كانت وراء تأجيل جناح محمد جهيد يونسي في حركة الإصلاح الوطني، قبوله قرار الالتحاق بركب العودة إلى النهضة التاريخية، بالرغم من أنه كان من أوائل المرحبين والمتحمسين للفكرة منذ إطلاقها. * وقالت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، في تصريح ل"الشروق اليومي"، "إن سببين أساسيين كانا وراء قرار جماعة جهيد يونسي بتأجيل العودة إلى حضن الحركة الأم، أولها الاقتناع المتأخر لعبد الله جاب الله بالفكرة والتحاقه بالركب، وثانيها رغبة يونسي في الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، وهو الأمر الذي كانت ترفضه النهضة بقيادتها الحالية". * وأفادت المعلومات المستقاة من "الدوائر الضيقة" في هيئة التقريب بين الإخوة الفرقاء في حركة النهضة التاريخية، أن جناحي حركة الإصلاح، رحبا بالفكرة منذ إطلاقها قبل الانتخابات التشريعية لسنة 2007، غير أن كل طرف كان يتحاشى مواجهة الطرف الآخر، بسبب مخلفات الأحداث والأحقاد التي طبعت الحزب الثاني لجاب الله بعد الانتخابات الرئاسية لسنة 2004، والتي يبدو أنها لازالت تسيطر على مواقف جناحي الحركة. * وأوضحت ذات المصادر أن جولات الحوار الأولى التي جمعت بين الأطراف المعنية بلم الشمل، سجلت تحمسا كبيرا لجناح جهيد يونسي في بداية الأمر، غير أن حساسية القيادة الجديدة للإصلاح، ممثلة في جهيد يونسي وجمال بن عبد السلام وبدرجة أقل حملاوي عكوشي، في العودة إلى العمل مع عبد الله جاب الله تحت غطاء سياسي واحد، كان وراء لجم وتيرة التقدم الذي كان يسير بسرعة قصوى، يقينا منهم بعدم قدرة الزعيم التاريخي للنهضة على التخلي عن تقاليده الموغلة في "الانفرادية" عندما يتعلق الأمر باحترام قرارات المؤسسات. * وتشير المعلومات المتسربة من كواليس "عملية لم الشمل"، أن عبد الله عرف كيف يقلب الطاولة على خصومه في الإصلاح، مستغلا بعض الإختلافات في وجهات النظر بين ربيعي ويونسي، في مسألة تقديم مرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة من عدمها، لأن النهضة كانت قد قررت بأن قضية الرئاسيات لا تعنيها، في حين أن الإصلاح القانونية قررت تقديم مرشح عنها ممثلا في شخص أمينها العام الحالي (يونسي)، في الوقت الذي كان جاب الله يراقب الوضع عن قرب، إلى أن جاء الوقت المناسب ليقفز إلى مكان خصومه في الإصلاح، مقدما عربون نية، تمثل في تناغمه مع موقف النهضة في مسألة الانتخابات الرئاسية، بالرغم من حنينه إلى خوض غمار تجربة جديدة على غرار تجربة 2004. * وتذكر المصادر أن حركة النهضة واجهت مشقة كبيرة أكثر من غيرها في عملية التقريب، بحيث وجدت نفسها بمثابة الوسيط الحيادي بين طرفين متنافرين، بالرغم من أن النهضة طرف ثالث وأساسي في القضية، وتجلى ذلك من خلال سعيها لدى جاب الله من أجل سحب الدعوى القضائية التي رفعها ضد خصومه في الإصلاح، تعبير منه عن جديته في تحقيق اللحمة، لكن وبالرغم من ذلك، لم يكن موقف جاب الله كافيا لثني جناح جهيد يونسي ومحمد بولحية، عن طي صفحة الخلاف، ومع ذلك يبقى الباب مفتوحا أمام كل الراغبين في العودة للحركة الأم. *