عناصر من قوات الجيش الوطني الشعبي - صورة نيو براس يعرف الوضع الأمني بولاية بومرداس في الأونة الأخيرة تصعيدا غير مسبوق بعد الخناق الأمني المفروض من طرف مصالح الأمن على معاقل القاعدة ونشطائها والتي بدورها تقوم بحملة جديدة لاستقطاب عناصر دعم من شباب المنطقة، خاصة بعدما فقدت عديدا من عناصرها من بينهم أمراء ومؤسسو التنظيم. العمليات الأمنية الأخيرة ببومرداس كان لها وقع عنيف على التنظيم الإرهابي، حيث أسفرت، حسب ما صرحت به جهات أمنية، عن مقتل ما لا يقل عن 17 إرهابيا، معظمهم سقطوا نتيجة محاولتهم اختراق الحصار المفروض عليهم منذ أشهر بمعاقلهم. من بينهم أمراء التنظيم كأمير سرية بني عمران المدعو "رومال قدور"، الملقب ب "أبو البراء"، وكذا أمير سرية الفاروق "عبد الرحمان بودبزة"، المدعو أبو أسرّة، وكذا "حلوان عمران" أمير سرية الأرقم وهو مخطط تفجيري الثنية والناصرية، حيث تراجعت العمليات الانتحارية بالمنطقة منذ القضاء عليه، فضلا عن أهم أمير بالولاية وهو "خليفي يوسف" المدعو أبو طلحة وهو أمير كتيبة الأرقم التي ينضوي تحتها معظم السريات الناشطة بالمنطقة. العمليات الأمنية أسفرت أيضا، عن إلقاء القبض على أخطر العناصر الإرهابية من مؤسسي التنظيم، على غرار "تاجر محمد" المدعو "جاك" و"حفيظ فاروق" المعروفين بعملياتهما الإرهابية ضد السكان وقوات الأمن. فيما تم تدمير ما يقارب 21 "كازمة" موزعة عبر المناطق الغابية بالولاية، خاصة على محور الثنية سي مصطفى، الناصرية، والتي أسفرت عن استرجاع معدات هائلة وأسلحة ومتفجرات. وقد طالت العمليات الأمنية أيضا، داعمي التنظيم من الشبكات الموازية، حيث تم تفكيك أربع شبكات خاصة بدعم الإرهاب، آخرها تلك المتكونة من 9 عناصر بمنطقة برج منايل والمختصة في صناعة القنابل، فيما تمكنت مصالح الأمن العسكري من اعتقال ما يقارب 32 شخصا طول هذه الفترة بتهم دعم وإسناد الإرهاب. كما عرفت الحواجز الأمنية تناميا كبيرا وصل إلى 17 حاجزا أمنيا جديدا وغلق 14 طريقا في وجه الحركة العمومية لكونها قريبة من المناطق الأمنية الحساسة، فيما ارتأت جلّ المراكز الحساسة حفر خنادق وتسييج محيطها بحواجز ضخمة تحسبا لعمليات انتحارية مرتقبة.هذا التضييق الأمني والضربات الموجعة التي تلقاها تنظيم "القاعدة" بولاية بومرداس واجهته قيادة هذه الأخيرة، في محاولة منها للصمود أمام الضربات الأمنية، حيث بقي العمل على تجنيد الشباب في صفوف التنظيم قائما، وازدادت حدته في نهاية السنة الماضية، بعد تراجع عدد عناصرهم إثر القضاء المتواصل عليهم في مختلف العمليات العسكرية، ما استدعى العودة إلى عمليات التجنيد لتعويض هذا التراجع. فقد أشارات الإحصائيات الأخيرة إلى أن حوالي 17 شابا اختفوا في ظروف غامضة خلال الشهرين الأخيرين ببومرداس، تم التبليغ عن اختفائهم من طرف ذويهم لدى مصالح الأمن المختصة إقليميا لدى مقر الإقامة، بعد ترجيح احتمال تجنيدهم من طرف التنظيم الإرهابي، نظرا لظروف اختفائهم، فمعظمهم اختفى بعد صدور مذكرة بحث أمنية في حقهم، إثر اكتشاف علاقة الدعم التي تربطهم بالجماعات الإرهابية.