يقوم أفراد المجموعة الولائية للدرك الوطني لولاية المدية، بحملة أمنية واسعة لتفكيك القواعد الخلفية للجماعات الإرهابية النشطة في منطقة المتيجة،والإرهابيين الذين زحفوا إلى المنطقة، لتفعيل النشاط الإرهابي بها. أفادت مصادر محلية متطابقة ل''النهار''؛ أن أفراد الدرك الوطني بولاية المدية، باشروا حملة مداهمات واسعة لمساكن عائلاتالإرهابيين، الواقعة بمنطقة ''دراق''، وستعمم هذه العملية على مستوى إقليم الولاية. وتم استهداف منطقة دراق لوقوعها بمحاذاةغابة ''الشاون''، ومنطقة خربة السيوف، أحد أهم معاقل الجماعات الإرهابية، أبرزها الجماعة السنية للدعوة والجهاد تحت إمرةالمدعو لسلوس المدني ( عاصم)، الذي خلف عبد القادر صوان الذي توفي متأثرا بداء السكري. وعلم أن أفراد الدرك قاموا بحملةتفتيش واسعة لمساكن عائلات الإرهابيين، بناء على معلومات متوفرة، تفيد بتنقل إرهابيين إلى مساكنهم ومساكن أقاربهم فيالأيام الأخيرة في ظل تشديد الحصار عليهم، وتجفيف منابع التمويل وتفكيك العديد من شبكات الدعم و الإسناد، آخرها توقيفعدة أشخاص بمنطقة دراق، وتجريد عنصرين من الدفاع الذاتي من سلاحيهما، بعد توقيف أحد عناصر شبكات الدعم، وهو شقيقإرهابي بالعاصمة قبل أيام، وسبق ل''النهار'' أن أشارت إلى هذه القضية. كما تتوفر معلومات لدى مصالح الأمن؛ عن تنقلإرهابيين إلى مساكن أقاربهم في القرى والمناطق الجبلية، ويستغلون حفلات الزفاف والمآتم لتفعيل خلايا التجنيد وشبكات الدعموالإسناد، والتزود بالمؤونة وربط الاتصالات. وتحفّظ مسؤول بقيادة المجموعة الولائية للدرك الوطني لولاية المدية، عن تقديمأدنى معلومات عن هذه الحملة، التي تندرج في إطار ملاحقة الإرهابيين، لكن أوساطا متتبعة للوضع الأمني، تؤكد أن قيادة التنظيمالإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال تحت إمرة المدعو عبد المالك درودكال ( أبو مصعب عبد الودود)، تكون قدأوفدت بعض نشطائها إلى المنطقة، لتفعيل النشاط الإرهابي في ظل الحصار المفروض على معاقلها الرئيسية بمنطقة الوسط،خاصة بولايتي بومرداس وتيزي وزو، إضافة إلى تراجع التجنيد والدعم، وكان التحرك الأخير لسكان ايفليسين بولاية تيزيوزو، الذين دخلوا في مواجهة مباشرة ومفتوحة مع الإرهابيين، على خلفية اختطاف صاحب حانة انتهى بالإفراج عنه، مؤشراعلى ''تحديد'' نشاطهم وتحركاتهم في معاقلهم الرئيسية، مما يفرض البحث عن منطقة نشاط أخرى. وراهنت قيادة درودكال علىمنطقة المتيجة، وإعادة التموقع في المعاقل السابقة ل''الجيا''، منذ انضمام المدعو محمد صدوقي المكنى ''عبد القادرالروجي'' إلىصفوفها بعد الإفراج عنه، في إطار تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، ومساعي تفعيل كتيبة أبو بكر الصديق، لكن العملياتالعسكرية التي قامت بها قوات الجيش، وأسفرت عن القضاء على صدوقي وأكثر من 14 إرهابيا بحمام ملوان والأربعاء بالبليدة،أخلطت حسابات درودكال الذي سعى إلى تنفيذ اعتداءات إرهابية بالمدية، أبرزها استهداف دورية للدرك، أسفرت عن سقوط 4ضحايا منهم قائد الفرقة الإقليمية للدرك، واغتيال مقاوم يعمل كلونديستان، واستهداف دوريات الجيش في اعتداءات باستعمالقنابل. وكانت هذه الاعتداءات مؤشرا على وجود تحركات لإرهابيين، يخططون للانتشار مجددا في المنطقة، وتندرج الحملةالأمنية التي تقوم بها مصالح الدرك، في إطار تفكيك القواعد الخلفية للإرهاب، وقطع الإمداد عنهم لعزلهم في الجبال، حيثيواجهون الحصار والضربات المتتالية لقوات الجيش.