في الوقت الذي خيم فيه هدوء مشوب بالحذر على أنحاء العاصمة الإيرانية طهران بعد ليلة دامية شهدت فيها شوارعها مواجهات عنيفة بين أنصار المرشح الخاسر حسين موسوي وقوات الأمن ، أكد عدد من المحللين الإيرانيين أن كلمة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي لم تعد هي الفصل عند الإيرانيين بعد انحيازه الواضح للرئيس محمود أحمدي نجاد على حساب الآخرين من المرشحين. وقال المحلل الإيراني محمد سلماني، أن الإيرانيين اخترقوا وصايا الخميني بعد أن قاموا بترديد هتافات( الله أكبر) من أعلى السطوح بعد 4 ساعات من كلمة خامنئي. وأضاف، في اعتقادي أن المارد قد انطلق من قمقمه ولم تعد لسطوة الأمن أو الحرس الثوري القدرة في الوقوف بوجهه لأنه مارد صبر لمدة 20 عاما وكان يظن أن الأمور ستصلح ولكنه رأى أن الأمور تسير إلى الكارثة. وأضاف سلماني ، أنه يخطئ من يظن أن الاحتجاجات التي شهدتها طهران هي وليدة نتائج الانتخابات كلا أنها كانت وليدة سنين طويلة حيث تكررت المشاهد المأساوية أكثر من عام في الجامعات ولكن كان كل شيء تتم تسويته بخفاء ويعتقل الطلبة من دون ذنب. وأشار سلماني إلى وجود مخطط للانقلاب يقوده الشيخ هاشمي رفسنجاني وبعضوية محمد خاتمي ومير حسين موسوي والشيخ مهدي كروبي فهؤلاء كانوا يعدون للانقضاض على مقاليد السلطة ولكن الزعيم خامنئي عرف بنواياهم ولذلك أطاح بالانقلاب وجلب الرئيس نجاد ولكن الجماهير المعارضة لنجاد لا تريد استمراره في الحكم. وفي نفس السياق، قال الكاتب البريطاني روبرت فيسك أن خامنئي، بموقفه الصارم المؤيد لفوز احمدي نجاد والرافض لمعارضة موسوي، يعبر عن قلق النظام من مصير يشبه ما أحدثته الثورات ''المخملية'' في أوروبا الشرقية وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق. وأضاف فيسك في مقال له تحت عنوان ''معركة الجمهورية الإسلامية'' في جريدة ''الاندبندنت'' البريطانية والذي خصصه عن ذعر المرشد الأعلى والرئيس المنتخب رسميا من الثورة المضادة: '' ان المرشد والرئيس دخلا في معركة السيطرة على شوارع ايران، ويقول: ''انه صراع بحاجة إلى معجزة، يؤمن بها خامنئي واحمدي نجاد، لتجنب العنف''. يأتي هذا في الوقت الذي استمر فيه أنصار موسوي في تنظيم التظاهرات احتجاجا على نتائج الإنتخابات الأخيرة، رغم توعد الأجهزة الأمنية القائمين على أي ''تجمهر غير قانوني'' برد قاس. من جهة أخرى أفاد التليفزيون الإيراني بأن 13 شخصًا قتلوا أول أمس السبت في الاشتباكات التي وقعت بين الشرطة والمتظاهرين في طهران, بالإضافة إلى سقوط قتلى جراء قيام متظاهرين بإشعال النيران في مسجد بطهران. وإلى ذلك، ذكرت أيضًا قناة برس تيفي الناطقة بالانجليزية أن محطتين للغاز أُضرمت فيهما النيران وهوجم موقع عسكري. وقد حمل التليفزيون الإيراني ''مثيري الشغب'' المسؤولية عن الحادث. وفي سياق متصل أكدت تقارير منفصلة أن السلطات الإيرانية اعتقلت ابنة هاشمي رفسنجاني رئيس مصلحة النظام و4 من أفراد أسرته،وفي وقت سابق، أكد التلفزيون الإيراني اعتقال أعضاء في منظمة مجاهدي خلق المعارضة شاركوا في المظاهرات ''وأضرموا النار في الحافلات العامة ودمروا الممتلكات''. وبث اعترافات مسجلة لعدد من تلك العناصر التي قالت: إنها خضعت لتدريب في معسكر ''أشرف'' التابع للمنظمة الإيرانية المعارضة في العراق.