الحراقة أخذت أبعادا خطيرة ببلادنا تعرض اليوم رئيسة جمعية عشق الجنوب الجزائري بباريس زهرة ساحلي، عضوة في الأممالمتحدة برنامج التنمية والهجرة وعضوة أيضا في الاتحاد الأورومتوسطي مهتمة بالشؤون المتعلقة بالشباب والهجرة، خلال الندوة الصحفية التي تنظمها بالمعهد الوطني للتكوين العالي للإطارات الشباب مقترحات لحلول وتدخلات ملموسة كإجابة عن فئة من الشباب الجزائر بحيث طرحت الجمعية برنامجا يعد الأول من نوعه للشباب الجزائري الحراڤ الذي سبقت له الحرڤة من اجل التكفل به ومساعدته * ويتعلق الأمر ببرنامج تكوين يمتد على مدار سنة كاملة، وينطلق في أكتوبر القادم يتبع بأربعة أشهر كمرحلة تقويمية وتقييمية للمبادرة، ويشمل في بدايته 60 شابا وشابة من مختلف ولايات الوطن قد يرتفع عددهم إلى أكثر من ذلك على ان تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 25 سنة، وتعتمد الجمعية في انتقاء الحالات المستفيدة من التكوين على القوائم الرسمية التي تقدمها لها وزارة التضامن الوطني، هذه الأخيرة التي أبدت إعجابها وموافقتها التامة على المبادرة، وعن طبيعة البرنامج أكدت السيدة ساحلي أنه برنامج تكوين اجتماعي مهني تحتضنه منطقة تاغيت بولاية بشار وينقسم إلى 4 مراحل، كل مرحلة تدوم مدة 6 أسابيع، يؤطره خبراء فرنسيون وجزائريون بالإضافة إلى حوالي 60 مشرفا على كل شاب متكون خلال السنة بكاملها، ويتابع المكونون برنامجا اجتماعيا نفسيا ومهنيا، وأضافت محدثتنا أن الجمعية تسعى خلال ذلك إلى التعرف على واقع هؤلاء الحراڤة والمشاريع التي يحملونها متعهدة بالأخذ بيدهم، فمن يريد إتمام دراسته ستساعده على ذلك ومن يحمل مشروعا هادفا وحقيقيا ستعينه على تحقيقه في أوروبا أو غيرها من دول العالم الأخرى وحتى في الجزائر إن توفرت الظروف، وبعد انتهاء المبادرة الأولى ونجاحها الذي لم تشكك فيه المعنية، وعدت السيدة ساحلي بإطلاق مبادرة أخرى بشكل موسع أكثر. * وبدا من حديث رئيسة الجمعية السيدة ساحلي أنها أكثر إيمانا بالشباب الجزائري الحراڤ وقدراته في العمل وتطوير البلد بعكس الكثير من المسؤولين والمحللين الذين يصفونه دوما باليائس وفاقد الأمل، وحسب ما قالت فإنها لا توافق الآراء التي تحسب الحراڤ الجزائري شخصا مستسلما ولا أمل له، بل خلافا لذلك تقول انه يمتلك طاقة وحبا لا مثيل له للحياة، لكن حياة أفضل من التي يحياها الآن في بلده إلى درجة انه قد يخاطر بنفسه من اجل التغلب على واقعه الأليم وهو ما تبين لها عندما التقت أمثلة حية من الحراڤة ولم تنف في حديثها إلى الشروق أن الحرقة ظاهرة منتشرة بكثرة لدى شباب المناطق الساحلية بدرجة أكبر، غير انه حلم دفين في قلب أغلبية الشباب الجزائري في المناطق الداخلية والجنوبية. * وفي سياق تحركات الجمعية لمواجهة ظاهرة الحرڤة لدى الجزائريين، كشفت السيدة ساحلي أنها تمكنت في المدة الأخيرة من الحصول على الموافقة الرسمية للوصول إلى المواقع التي يقبع بها الحراقة في الخارج وذلك في كل من اسبانيا وايطاليا للالتقاء بالشباب وإقناعهم بالعودة والتفكير في سبل جديدة لتحقيق مشاريع تفتح لهم الأبواب في بلدانهم الأصلية.