شكل ملف تشغيل الشباب محور الندوتين الجهويتين لحزب التجمع الوطني الديمقراطي نهاية الأسبوع بولايتي قسنطينةوالبليدة، حيث تم التأكيد في هذا الصدد على أن الجزائر تخوض "معركة حقيقية في مجال التكوين". وفي هذا الصدد أكد السيد عبد السلام بوشوارب عضو المكتب الوطني للتجمع الوطني الديمقراطي اول امس بقسنطينة في ندوة صحفية بأن المجهود المبذول من طرف "مهندسي الإصلاحات المدرسية والجامعية" موجه "لإيجاد حلول لأزمة الكفاءات المطروحة حاليا بحدة". وأكد المتدخل أن الجزائر تحصي "800 ألف بطال متخرج من التعليم العالي فيما يظفر سوى 14 بالمائة فقط من خريجي التكوين المهني بمنصب عمل" مشيرا إلى أن مشكل التشغيل" غير مرتبط بالقضايا المتعلقة بالتمويل" ولكن يتطلب "معابر بين مختلف الأجهزة التي وضعتها الدولة في هذا الشأن". كما نوّه بالمجهودات الجبارة التي تقوم بها الدولة لبعث التنمية والقضاء على بعض المشاكل اليومية التي يعاني منها المواطن على غرار توفير السكن، المرافق العمومية، التهيئة العمرانية، ليضيف أن مستقبل الجزائر هو في تشغيل الشباب وإشراك اليد العمالة الشابة وصقل خبرتها، وهو ما يسعى إليه الأرندي حسب بوشوارب الذي أرجع العراقيل الإدارية على مستوى البنوك إلى القوانين الداخلية لهذه المؤسسات والتي وضعت لحماية السيولة المالية ليضيف أن هذا الأمر لا يجب الاستناد إليه لعرقلة مشاريع الشباب. وبرأي المتدخل فإن الإشكالية الحقيقية تتمثل في "كيفية ضمان تكوين ملائم لآلاف الشباب ممن يتابعون دراستهم لكي يكونوا مفيدين من خلال المعارف التي يكتسبونها لعديد الورشات المفتوحة في إطار برنامج رئيس الجمهورية". من جهتها كشفت الأستاذة المساعدة بكلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير بجامعة منتوري بقسنطينة السيدة صندرة سايبي من خلال الدراسة التي قدمتها أن معدل البطالة في الجزائر سيصل إلى أقل من 10 ? بين سنتي 2009 و2010 لتكون أقل نسبة مند 1985. وتتمحور أشغال هذا الملتقى الذي يدوم يومين والذي شارك فيه ممثلون عن مديريات كل من التشغيل ومختلف أجهزة التشغيل وإطارات المكاتب الجهوية للتجمع الوطني الديمقراطي على مستوى 16 ولاية بشرق البلاد حول إشكالية العلاقة بين التكوين والتشغيل حيث اعتبر المتدخلون أن المشكل المرتبط بهذه العلاقة أصبح "أساسيا". ورافع المتدخلون من أجل "الحفاظ على الأدمغة المقيمة في الخارج ومحاولة الاستفادة من الكفاءات التي اكتسبتها وسط النخب الدولية وذلك لخدمة البلاد". وبولاية البليدة اشرف السيد عبد الكريم حرشاوي عضو المكتب الوطني مكلف بالشؤون الاقتصادية بحزب التجمع الوطني الديمقراطي (وزير المالية سابقا) على انطلاق اشغال الندوة الجهوية للحزب التي تركزت على تشخيص مشكل البطالة. وشكل هذا اللقاء فرصة لإطارات الحزب للتطرق لأسباب هذه الظاهرة ووضعيتها الحالية وكذا فتح نقاشات ثرية حول الطرق الكفيلة بمعالجتها لا سيما وأن الجزائر يمثل فيها عنصر الشباب نسبة 70 بالمائة من الكثافة السكانية أي ما يعادل 70 بالمائة من الفئة الناشطة. كما استعرض المشاركون من ولايات الجزائر العاصمة وبومرداس وبجاية تيزي وزو وتيبازة والبويرة وعين الدفلى والجلفة والمدية والشلف والبليدة الوسائل التي عمدت إليها السلطات العمومية لمعالجة هذه الظاهرة بدأ بجهاز برنامج تشغيل الشباب وتعاونيات الشباب سنة 1990 وصولا إلى جهاز المساعدة على الإدماج المهني الموجه لخريجي الجامعات ومعاهد التكوين المهني مرورا بالوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب سنة 1998 وتسيير القرض المصغر سنة 2005 والصندوق الوطني للتأمين عن البطالة لإنشاء مؤسسات اقتصادية فردية أو جماعية بغية التقليص من البطالة. وذكر الوزير السابق للمالية السيد عبد الكريم حرشاوي أن الجزائر وبفضل اعتمادها لسياسة دعم التنمية والاستثمار تمكنت من تحقيق نتائج جد مشجعة في مجال التشغيل مكنتها من تقليص نسب البطالة بحيث انخفضت من 30 بالمائة في سنوات التسعينات إلى 3ر11 في السنة الحالية. وأضاف أن الهدف من تنظيم هذه الندوة الجهوية هو الخروج باقتراحات ترتكز على كيفية خلق مناصب شغل جديدة عن طريق دعم المؤسسات والنشاطات الاقتصادية. كما تخلل برنامج الندوة إلقاء العديد من المداخلات حول البطالة والتشغيل والتكوين وسياسات الإنعاش الاقتصادي ودعم النمو والتي شكلت فرصة للشباب والإطارات الحاضرة لطرح مواضيع لها صلة بحياتهم اليومية كمشكل الهجرة غير الشرعية "الحراقة" والبيروقراطية وغيرها من المشاكل الاجتماعية المعاشة. ويأتي تنظيم هذه الندوات الجهوية للحزب في إطار تطبيق توصيات المجلس الوطني للارندي المنعقد شهر جوان الأخير وكذا في إطار برنامج الحزب الذي صادق عليه المؤتمر مؤخرا.