حذّر عدد من المختصين أمس في ملتقى دولي حول خطورة المواد الغذائية المستوردة المتضمنة لمواد حافظة خطيرة على صحة المستهلكين، منها ما هو محرم لاحتوائها على مواد خنزيرية، ومنها ما هو خطر لاحتوائه على مواد كيميائية ثبت طبيا أنها مسببة للسرطان بمختلف أنواعه بالإضافة إلى أمراض الحساسية. * هذا ما أكده رئيس الهيأة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، مصطفى خياطي، في تصريح ل "الشروق اليومي" مؤكدا أن الجزائر تعاني من نقص فادح في مخابر تحليلية للمواد المستوردة من مختلف الدول، مما يتسبب في عواقب وخيمة على صحة الجزائريين الذين يفتقدون إلى ثقافة غذائية سليمة تمكّنهم مراقبة هذه المواد ومعرفة مدى مطابقتها للمعايير الدينية والصحية. * وأكد الخبراء والمختصون المشاركون في هذا الملتقى الدولي المنظم بالتعاون بين كلية الشريعة الإسلامية ومجمع بلاط، أن أوروبا لم تراع الثقافة الإسلامية في صناعة المواد الغذائية المصدرة للجزائر ومختلف الدول العربية والإسلامية، حيث أقحمت في عدد كبير منها مواد حافظة مصنوعة من الخنزير المحرم والذي يسبب مشاكل صحية خطيرة خاصة مع موسم الاصطياف أين تتسبب الحرارة الشديدة في مضاعفة خطورة هذه المواد. * وحسب المتحدث فإن الملتقى الذي سيختتم أشغاله اليوم عرف تقديم العديد من الدراسات والمداخلات المتضمنة خطورة هذه المواد على صحة الأطفال والمسنين بالدرجة الأولى، مما يستوجب توفر إرادة سياسية تعمل على مراقبة جميع المواد المستوردة عن طريق مخابر تحليلية خاصة، وعن ماهية المواد الحافظة فإنها تعمل على تمديد مدة صلاحية المادة الغذائية وإعطائها اللون والذوق الخاص بها. * من جهته كشف رئيس الفيدرالية الجزائرية للمستهلكين، السيد زكي حرير، أن 80 بالمئة من الجزائريين لا يراقبون مكوّنات وصلاحيات المواد الغذائية عند شرائها، مما يتسبب في حالات مرضية عادة ما تتمثل في التسممات الغذائية والحساسية، وهذا ما يتطلب القيام بحملات تحسيسية قصد نشر الثقافة الاستهلاكية عند المواطنين قصد الحفاظ على صحتهم بالدرجة الأولى، وأضاف المتحدث أن المواد المعلبة المستوردة والمنتوجة محليا كلّها تسبب أضرارا وخيمة إذا ما تضمنت مواد حافظة كيميائية بدرجة غير مدروسة. * وشدّد المتحدث على توسيع فرق الرقابة في مستودعات المطاعم الجامعية التي تكثر فيها المواد المعلبة والتي عادة ما تتسبب في تسممات جماعية مثلما حصل في قسنطينة أمس الأول أين تعرضت 300 جامعية لتسمم غذائي جراء انتهاء صلاحيات بعض المواد. * وتجدر الإشارة إلى أن مواضيع الثقافة الغذائية وصحة المستهلك باتت من أكثر القضايا المطروحة بقوة في العديد من المؤتمرات الوطنية والدولية المنظمة في الأشهر الأخيرة بمبادرة من المستشفيات، المؤسسات والمعاهد العلمية وحتى الدينية، نظرا لحساسية هذا الموضوع وتأثيره على أغلى شيء يملكه الإنسان وهي الصحة.