تصوير يونس أوبعيش - الشروق تسببت طعنة سكين حاد، اخترقت قلبه، في حرمانه نعمة البصر وإحداث اضطرابات خطيرة ومزمنة على مستوى أعضاء حساسة من جسمه الذي كان بالأمس وقبل الحادث قويا ومحفزا له على كسب قوته، ليجد اليوم نفسه عاجزا عن تأمين قوته وقوت والده الشيخ العليل، وكله أمل في أن تتكفل به الجهات الوصية للعلاج بفرنسا بزرع بطارية داخل رأسه ليستعيد بصره على الأقل. * تعود تفاصيل الحادث المأساوي الذي تعرض له السيد ميمونة محمد، البالغ من العمر 33 سنة، إلى العام 2002، حين تشاجر الضحية - الذي تكبّد عناء المجيء إلى جريدة "الشروق" شاكيا وضعيته المزرية- مع أحد أعوان الحماية المدنية القاطن بشارع أول ماي، فجنّ جنون هذا الأخير وجلب سكينا حادا، طعن به محدثنا في قلبه، وهو ما اعتبره الضحية "نية في القتل"، لأنه سدد الضربة إلى عضو حساس في الجسم كفيل بتحقيق الموت. * وحسب التقرير الطبي الذي حمله الضحية إلى جريدة "الشروق"، فإن السلاح الأبيض قد اخترق البُطيْن الأيمن من قلبه، حيث شخّص الطبيب المتابع للحالة، أن الضحية يعاني بسبب الطعنة من إعاقة على مستوى الرقبة وفقدان شبه تام للبصر، بحكم أن عملية الرؤية مرتبطة بعملية ضخ الدم التي ينفذها القلب، إلى جانب اضطرابات خطيرة ومزمنة على مستوى أعضاء حساسة من جسمه، إضافة إلى الصدمة التي لازالت تلازم الضحية بسبب الحادث المباغت. * وقد أشار الضحية، ومثلما أكده التقرير الطبي الذي حمله إلينا، إلى أن عملية جراحية استعجالية خطيرة أجريت له على مستوى القلب بمستشفى مصطفى باشا في السابع عشر أفريل من سنة 2002 أي بنفس اليوم الذي تعرض فيه للطعنة. * كما اطلعنا أن عودته للحياة مرة أخرى لم تكن لتتحقق لولا إرادة الله سبحانه وتعالى، ذلك أن الأطباء أعلنوا عن موته إكلينيكيا ثلاث مرات، لولا جملة من الصدمات الكهربائية التي تعرض لها داخل غرفة العمليات. * الضحية ورغم أنه رفع قضية ضد المتسبب في ضرره الكبير ليقتص منه، إلا أن محكمة عبان رمضان - يقول - لم تدنه إلا بثمانية أشهر حبسا، رغم شروعه في القتل المتعمد والمقصود كان مؤكدا، وهو ما دفعه إلى حد القول إنه وبعد أن يئس من متابعته قضائيا لا يأمل إلا في مساعدة من ذوي البر والإحسان ليجري عملية زرع بطارية بالرأس في فرنسا، ليستعيد بصره مع العلم أن حلمه في الزواج وتكوين أسرة قد تبخّر على الأقل في الوقت الراهن.