نقلت،الأربعاء، برقية عاجلة لوكالة الأنباء الفرنسية، أن الجيش المالي، تمكّن الثلاثاء المنصرم، بشمال الأراضي المالية وقرب الحدود مع الجزائر، من القضاء على ما بين 16 و26 مسلحا مواليا للتنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال". * * وأعلن الجيش المالي أنه هاجم "قاعدة" لتنظيم "الجماعة السلفية" أسفر عن "العديد من القتلى في معسكر الإرهابيين"، دون أن يدلي بحصيلة محددة. * وقال أمس، مصدر أمني مالي، في إتصال هاتفي مع وكالة "فرانس برس" من شمال البلاد: "حين استولت قواتنا على قاعدة المسلحين، أحصينا 26 قتيلا في صفوف عناصر الأعداء، حتى أن بعضهم دفن في مقبرة جماعية من جانب السلفيين الذين فروا"، وإستنادا إلى ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، نقلا عن وكالة الأنباء الفرنسية، فإنه "من المؤكد أن ماليين مسلحين سيطروا على قطاع كان يعتبر حتى الآن منطقة عمليات للسلفيين.. لكن الحصيلة التي وصلتنا حتى الآن تحدثت عن 16 قتيلا". * وفي إنتظار حصيلة نهائية لهذه العملية العسكرية الأولى من نوعها بالمنطقة، التي تهاجم معقلا من معاقل الإرهابيين الناشطين بالصحراء ومنطقة الساحل، كانت السلطات الرسمية في باماكو، أعلنت مؤخرا نيتها "التصدي من دون رحمة للإرهابيين"، وذلك بعد إغتيال السائح البريطاني إدوين داير في 31 ماي الماضي، والذي كان قد خطفه عناصر التنظيم المسلح "الجماعة السلفية للدعة والقتال" التي منحت السلطات البريطانية "مهلة" للإفراج عن منظر الجماعات الإرهابية المدعو "أبو قتادة" المسجون ببريطانيا. * وأفاد المصدر الأمني لوكالة الأنباء الفرنسية، »أنها مجموعة "عبد الحميد أبو زيد" التي تعرضت للهجوم العسكري وعمليات الملاحقة متواصلة«، علما أنه قبل أسبوعين، أكد أحد "المفاوضين" الذين حاولوا الإفراج عن الرهائن الأوروبيين أن البريطاني المغتال كان رهينة لدى جماعة "أبو زيد". * وحسب ما نقلته "فرانس براس"، أكد مصدر جزائري أنه "يتابع الوضع عن كثب"، وقال المصدر: "نراقب الوضع عن كثب، ولا حاجة إلى القول أن مالي ستجدنا طبعا إلى جانبها لمكافحة الإرهاب"، فيما أكد مصدر أمني مالي أنه "بين السلفيين الذين قتلوا، ثمة مخططين وعلى الأرجح واحد أو إثنان ممن قتلوا الضابط المالي الأسبوع الفائت في تومبوكتو شمال غرب مالي". * وقد اغتيل العقيد لمانة بمنطقة تنبكتو شمال المالي رميا بالرصاص مساء الأربعاء الماضي في حدود الساعة العاشرة ليلا من طرف مجموعة مسلحة لاذت بالفرار، ويصنف متابعون العقيد لمانة ضمن أبرز قادة الجيش المالي والمسؤول الأول على الأمن بمنطقة شمال المالي، خاصة بمنطقة تنبكتو وتوداني وقاوا وكيدال وتاساليت وحتى بقرية الخليل الحدودية مع برج باجي مختار، ويعد ذا خبرة كبيرة في التعامل مع الإرهاب والمهربين وعصابات المخدرات، وهو مهندس جماعة "البرابيش" المكوّنة من مليشيات موالية للنظام، استطاع بها حسب مراقبين القضاء على حركة التمرد. * وكان الرئيس المالي أمادو توماني في تصريحات صحفية، قال إن تنظيم "الجماعة السلفية".. "ليس بحاجة لمالي" من أجل التفاوض لإطلاق سراح الرهائن الأجانب وأن هذا الأخير لا يوجد فقط في شمال مالي، بل هو منتشر عبر مختلف دول الساحل الصحراوي وأن عناصره "دائمة التنقل والترحال ولا تستقر في مكان واحد"، وتساءل الرئيس المالي عن "خلفية إتخاذ الجماعة السلفية شمال مالي منطقة للتفاوض مقابل الحصول على فدية لإطلاق سراح الرهائن؟". * وناشد أمادو توماني المجموعة الدولية ب"الكف عن تحميل مالي مسؤولية الإختطافات"، وقال إن أموال الرهائن "تستعمل ضد بلده"، متهما أطرافا دون أن يسميها بتمويل عناصر الجماعة السلفية، قبل أن يستفهم: "كيف تفسّرون حالة الرخاء الذي يعيشه التنظيم لولا وجود أطراف توفر أرضية إستقرار محكمة في منطقة الساحل".