لم يعد نشاط المهربين على الحدود الجزائرية التونسية مقتصرا فقط على نهب الثروة الوطنية من خلال تهريب الوقود ورؤوس الماشية بل أن عشرات الشاحنات المحمٌلة بحديد البناء الجزائري تعبر يوميا الحدود التونسية بطريقة غير شرعية. * * مما دفع بالعديد من التونسيين من أصحاب مشاريع البناء إلى الإقبال على الحديد الجزائري المهرٌب لمطابقة نوعيته مع الحديد التونسي من جهة ولانخفاض سعره من جهة ثانية، حيث لا يتجاوز سعر قضيب حديد البناء الجزائري من قطر 12 ملم مبلغ 10 دينار تونسي أي ما يعادل مبلغ 6500 دينار جزائري فيما يصل سعر نفس النوع من الحديد التونسي إلى14.5 دينار تونسي أي ما يفوق 1000 دينار جزائري، في حين بلغ سعر حلقة الحديد الجزائري من قطر 06 ملم مبلغ 1000 مليم تونسي بينما يفوق سعر الحلقة الواحدة من الحديد التونسي مبلغ 1350 مليم تونسي. * وعلى الرغم من التحذيرات التي أطلقتها السلطات التونسية حول رداءة نوعية الحديد الجزائري إلاٌ أن الطلب قد تزايد عليه من طرف التونسيين خلال الأيام الأخيرة حيث لم يعد مقتصرا على الخواص فحسب من أصحاب ورشات البناء بل حتى المقاولون وتجار الجملة والتجزئة أصبحوا يتهافتون للحصول عليه بشتى الطرق لمضاعفة أرباحهم بعد تأكدهم أنه لا يقل نوعية عن الحديد التونسي، خاصة في ظل انتعاش قطاع البناء بالمدن المتاخمة للحدود الجزائرية من جهة الجنوب خاصة منها الكاف، تقصرين وقفصة التي عرفت هذه الأيام فتح العديد من ورشات الترميم والبناء بسبب انخفاض سعر حديد البناء الجزائري المهٌرب وكذا تحسن الإنتاج الفلاحي السنة، ما سمح للفلاحين بالمناطق الحدودية بتحقيق مداخيل مالية مكنتهم من التفكير في البناء وإعادة تهيئة مساكنهم. * وما يؤكد أن كميات كبيرة من حديد البناء الجزائري تدخل يوميا التراب التونسي هو وصوله حتى إلى بعض المدن الداخلية كصفاقس، سيدي بوزيد وقبلي وغيرها من المدن التونسية الأخرى حتى تلك الواقعة على الحدود الليبية.