اتخذت ظاهرة التهريب على المناطق الحدودية للجزائر، شكلا خاصا، وتناميا خطيرا لهذه الجريمة المنظمة، وبحكم تربع الحدود على تضاريس صعبة وموقع استراتيجي هام وثروة هائلة التي تزخر بها جعل منها للمهربين بوابة مفضلة. شبكات منظمة لها امتداد دولي وقربها إلى دول الجوار هذه الأخيرة تستهدف بذلك العديد من السلع المحظورة، باتجاه الأراضي التونسية والمغربية والليبية وهذا ما ضاعف من نشاط التهريب وفتح عيون المافيا للقيام بمختلف أشكال التهريب، لاسيما الوقود الذي أصبح يصنع من قطاع الطرق رجالا أثرياء، يجنون من ورائها مبالغ مالية كبيرة، وهذا ما دفع برجال السلاح إلى تضييق الخناق على هذه العصابات التي لم يكشف مدبروها بسبب تنفيذها لعمليات النهب في الظلام باستعانتها بشبكة خاصة تتبع تحركات لمراقبة عناصر الدرك وأماكن وضع الحواجز الأمنية. وقد شهد الثلاثي الأول من السنة الجارية حركة تهريب واسعة للوقود، ضاعفت من خلالها مصالح الدرك الوطني إجراءاتها للحد من الجريمة، حيث أسفرت عمليات المداهمة والدوريات عن استرجاع كميات معتبرة من الوقود خلال يومي الفاتح والثاني من جوان الحالي، حيث تم حجز قرابة 9 آلاف لتر من الوقود كانت موجهة للتهريب بالحدود الشرقية، الغربية والجنوبية. وحسب بيان لخلية الاتصال بقيادة الدرك الوطني تحصلت يومية ''الحوار'' على نسخة منه، فإن وحدات حرس الحدود بكل من الرمبلي، ماغورة، الجرف، عبد الله سيدي بوجنان، بوكانون وشايب راسو بتلمسان، حجزت قرابة 6000 لتر من بنزين ومازووت يومي1 و2 جوان الجاري، إضافة إلى حجز 100 كيلو غرام من السكر، ودراجة نارية مع توقيف أحد المهربين لتنتقل حمى التهريب بالحدود الجنوبية. وأثناء تواجد عناصر حرس حدود برج باجي مختار بأدرار يوم 2 جوان 2010 في دورية لمراقبة الشريط الحدودي تم توقيف أحد المهربين على متن سيارة من نوع طويوطا، محملة ب 10 براميل من الوقود، سعتها الإجمالية 2000 لتر كانت موجهة للتهريب، حيث تم تسليمها إلى فرقة الدرك الوطني ببرج باجي مختار من أجل التحقيق. وفي نفس اليوم بولاية الوادي، وأثناء تشكيل سد أمني على مستوى الطريق الوطني رقم 16 في إطار شرطة الطريق، تمكنت عناصر فرقة الدرك الوطني ببن غشة، تم توقيف مواطن على متن حافلة عثر بحوزته على 100 خرطوشة سجائر مهربة من نوع ليجوند، وبأمر من السيد وكيل الجمهورية لدى محكمة دبيلة تم سماع المعني والإفراج عنه، في حين سلمت البضاعة المحجوزة إلى قابضة الجمارك بطالب العربي، أين تم فتح تحقيق في القضية. وبالحدود الشرقية وخلال الدوريات التي قام بها عناصر حرس حدود العيون بالطارف، وعناصر فرق الدرك الوطني بأولاد مؤمن بسوق أهراس، الونزة وبئر العاتر بتبسة لمراقبة إقليم اختصاصهم، تم حجز سيارتين من الوزن الخفيف، 346 لتر من الوقود و 300 كيلوغرام من الصوف، تخلى عنها مهربون على الشريط الحدودي، كانت مخصصة للتهريب عبر الحدود الشرقية إلى تونس، ما أدى إلى استنزاف الوقود ووقوع المناطق الحدودية في أزمة حادة بسبب غياب ونقص بمحطات التزود بالبنزين، وهذا ما كشف عن توريط العديد من أصحاب المحطات في تزويد المهربين بالوقود، وعن طريق تتبع الآثار والبصمات التي تركتها المركبات والأحمرة، وحسب المصالح أن مناطق الحدود الشرقية تعرف انتشارا واسعا، لتجارة وبيع الدلاء البلاستيكية، التي تصل قيمتها بأقصى الحدود إلى 800 دج ، إضافة إلى ظاهرة تهريب الصوف، هذه الأخيرة تقودها عصابات جزائرية تونسية بتواطؤ سكان المناطق الحدودية ذات الطابع الرعوي، أين يقتنون الصوف التونسي بسبب انخفاض أسعاره مقارنة مع الصوف الجزائري، ويتم شراؤه بسعر 350 دج في تونس، ليباع بمبلغ 07 آلاف دج بالتراب الوطني. توقيف شخصين وحجز 15 قنطارا من الشمة بالطريق الوطني رقم 78 هذا وبولاية باتنة وأثناء تواجد عناصر فرقة الدرك الوطني لبيطام لأداء مهامهم في إطار شرطة الطريق، تم توقيف شخصين على متن عربة من نوع بيجو ج-5 محملة ب 15 قنطارا من التبغ (الشمة)، بدون فاتورة أو سجل تجاري، وهذا كان بتاريخ الفاتح جوان الجاري على مستوى الطريق الوطني رقم ,78 الذي يربط بين مدينتي باتنة وبسكرة، وهي من جرائم المساس بالاقتصاد الوطني ومن باب النصب والاحتيال، وعند مثولهما أمام السيد وكيل الجمهورية لدى محكمة بريكة أمر بإيداعهما الحبس. حجز قرابة 13 كيلوغراما من الكيف المعالج بالوادي تشهد ظاهرة ترويج المخدرات هي الأخرى تناميا وانتشارا واسعا، وتمكنت بولاية الوادي عناصر فصيلة الأبحاث للدرك الوطني بالوادي وبناء على معلومات يوم 02 جوان من توقيف مواطن على متن سيارة من نوع هيونداي اكسنت محملة ب 12 كيلوغراما و 900 غرام من الكيف المعالج بالقرب من قرية سبايس ببلدية طالب العربي، وفي نفس اليوم وخلال عملية بحث وتحري وتفتيش قادت إلى حجز 250 غرام أخرى من نفس المادة المخدرة، داخل منزله الكائن بالحورية بلدية الوادي، وحسب المصالح التحريات مازالت متواصلة.