الوزيرة تومي بعد غياب دام 20 سنة من توقف عروضه بالجزائر بسبب اللامبالاة التي تعرض لها في بلده الأم، عاد الفنان التشكيلي الجزائري مجادي رابح البالغ من العمر 60 سنة ليغتنم فرصة وجود الأصدقاء الأفارقة في الجزائر ليعرض عليهم ما أبدعت أنامله التي أبت إلا أن تحب إفريقيا وتتفنن في رسم لوحات جميلة لحضارتها، فنها وإرثها، داخل ورشته الصغيرة ببرج الكيفان. * لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث باءت كل المحاولات التي قام بها الرسام نجادي للاتصال بوزارة الثقافة بالفشل، هذا ما صرح به نجادي عندما قدم للشروق وهو يحمل معه أجمل لوحة رسمها لإفريقيا ورفض بيعها حتى بأغلى الأسعار، مؤكدا بأنه لن ييأس وسيحاول مرارا وتكرارا للمشاركة في المهرجان الثقافي الإفريقي حتى ولو عرض لوحاته بالشارع العاصمي بعد موافقة السلطات المعنية للولاية. * وأضاف نجادي أن لوحاته موجودة في بيوت ومكاتب العديد من الشخصيات سواء الجزائرية أو الأجنبية وأن محاولة تقديمه لهذا المعرض ليست بنية الحصول على المال، بل محاولة منه لعرض فنه الذي كان موهبة من الإله، لأنه وببساطة لم يدخل المعاهد ولم يتعلم في المدارس، ولم يتمتع بطفولته التي قضى معظمها في جبال سكيكدة أثناء ثورة التحرير، وتعرض إلى إصابتين برصاص العدو وهو يحاول مساعدة الثوار آنذاك ونقل الأخبار بين المجاهدين وساهم في إنقاذ العديد من نساءهن أثناء المحاولات التي كان يقوم بها العدو للقبض عليهن وزجهن في السجن. * والآن هو على وشك الانتهاء من لوحة رسمها عن المجاهد الكبير "أيت أحمد" باعتباره من الأوائل الذين قاموا بالثورة وأخرى تحكي تاريخ الجزائر، والجميل في الأمر أن نجادي رابح تعلم الكتابة والقراءة خاصة باللغة الفرنسية وكتب مذكراته التي تحمل العديد من المغامرات * والحوادث المثيرة التي عاشها أثناء وبعد الثورة، ويستعد حاليا للكتابة عن الأطفال الجزائريين الذي شاركوا آنذاك في الثورة حبا في الجزائر وطمعا في الحرية والاستقرار. للإشارة، فإن الرسام نجادي نظم العديد من المعارض في الجزائر ويملك مجسما له بمتحف المجاهدين برياض الفتح، ومقيم حاليا بين الجزائر وفرنسا.