عندما تمتزج الكلمات بالألوان يكتب الشعر بلوحات تشكيلية تتزاوج فيها تلك الفنون وتتحد فيما بينها لتنتج أعمالا راقية، هي فلسفة الفنون وهي أيضا فلسفة الحياة عندما يبدع الفنان بما تنسجه مخيلته انطلاقا من رؤيته الخاصة لما يحدث في الواقع أو عندما يجمع بين الفرح الضائع والحرب الفلسفية القائمة. هي لوحات ممزوجة بين البراءة والطبيعة، فلسفة عبّرت عنها الفنانة التشكيلية السورية »عتاب حريب« في لوحاتها التي احتضنتها دار الثقافة »علي سوايحي« بخنشلة في إطار صالون ألوان الطيف الوطني في طبعته الخامسة. »الشعب« إلتقت »عتاب حريب« وكان لنا معها هذا اللقاء. ❊ بداية كيف كان شعورك وأنت تتلقين دعوة من الجزائر وبالضبط من دار الثقافة خنشلة؟ ❊❊ في الحقيقة سعدت كثيرا بها لأنها من الجزائر البلد الشقيق فقبلتها دون تردد، بالإضافة إلى أنها أول دعوة لي من الجزائر. ❊ هل وجدت صعوبة للدخول إلى الجزائر؟ وكيف كانت رحلتك؟ ❊❊ في الحقيقة كانت الرحلة طويلة من دمشق إلى العاصمة الجزائرية ومن ثم إلى مطار مدينة سطيف، وبعدها إلى مدينة خنشلة برا بحيث تمتعت بمناظر جد خلابة من وديان وجبال الأوراس الأشم، وكنت كالطفلة أشاهد مناظر تسر النظر وكانت المنطقة إلى حد بعيد تشبه منطقة الفرات بسوريا. ❊ كيف كان ولوجك إلى عالم الفن والرسم؟ ❊❊ كان الرسم يستهويني منذ الصغر، ونشرت أولى تجاربي في مرحلة الإبتدائي ثم المرحلة الجامعية. أحببت كثيرا أن أصقل موهبتي لفائدة الأطفال والمراهقين خاصة ذوي الإحتياجات الخاصة، بحيث ألفت عدة كتب منها كتاب بعنوان »طرق تدريس الفنون للأطفال والمراهقين«، كما أنني زيادة عن كوني فنانة فإنني أستاذة جامعية بسوريا، وكذا قمت بمساهمة كبيرة في ديكور عدة مسلسلات وأفلام سورية منها فيلم »جميلة بوحيرد«، وإنني عضوة في لجنة التحكيم للأفلام الدرامية بفرنسا. ❊ ما تقييمك لفعاليات الصالون الخامس للفنون التشكيلية بخنشلة؟ ❊❊ الصالون الخامس هذا أبهرني خاصة تلك اللوحات الفنية المعروضة لفناني شبان، خاصة لوحات الخنشليين التي فيها لمسات فنية رائعة والتي أبدعتها أنامل التشكيليين الجزائريين وهي بحق تستحق التصنيف في المصاف العالمية، وبدون مجاملة هي أجمل اللوحات التي صادفتني في حياتي الفنية. ❊ من أين تستلهم الفنانة »عتاب« أعمالها الفنية؟ ❊❊ أعمالي مستلهمة من الطبيعة والطفولة خاصة بالألوان المائية، ورسمي واقعي من الطبيعة والقضايا العادلة في العالم وكل ما أعيشه في وجداني من ألم وأفراح. ❊ما هي المعارض العربية والدولية التي شاركت فيها؟ والجوائز التي تحصلتي عليها؟ ❊❊ شاركت في عدة معارض عربية ودولية منها دول المشرق العربي، تونس، مصر، ألمانيا، فرنسا، إسبانيا، الولاياتالمتحدة، والصين، ونلت العديد من الجوائز عن أعمالي الفنية والإبداعية منها الجائزة الذهبية لوزارة الثقافة في الصين. ❊ كلمة أخيرة للفنانة؟ ❊❊ أشكر السيدة فطيمة بوزيدي مديرة دار الثقافة لخنشلة التي كان لها الفضل بدعوتي للمشاركة في هذا الصالون، والسهر على رعايتي هنا في الجزائر.كما أشكر الأوراسيين على حفاوة الإستقبال والترحيب وكل الفريق العامل بدار الثقافة، كما أشكر السلطات المحلية وعلى رأسهم السيد الوالي الذي كان حاضرا معنا طيلة هذا الإفتتاح كما أوجه شكري الجزيل لطاقم جريدة »الشعب« الغرّاء على اهتمامها ومتابعتها للمشهد الثقافي عبر ربوع المعمورة، كما أوجه دعوة مفتوحة لكل أهل الجزائر للتواصل وزيارة سوريا، ونحن نرحب بكم في كل وقت وسوريا بيتكم ونحن أهلكم. حاورها: عبد العالي تومي