المخرج الجزائري أحمد راشدي: تصوير: علاء الدين.ب لماذا يحصل فيلم بوشارب على 60 مليارا ولا يحصل فيلم زموري سوى على مليار واحد؟. استغرب المخرج الكبير أحمد راشدي إقصاء فيلمه "مصطفى بن بولعيد" من برنامج المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني، الذي اعتبره، في لقاء مع "الشروق"، "فرصة ثمينة للجزائر حتى تقدم أعمالها السابقة ومشاريعها واقتراحاتها". * * وفند راشدي بالمقابل، تدخل وزارة المجاهدين وإصدارها لقرار منع "ابن بولعيد" من المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران، واصفا مبادرة الجزائر بالمساهمة في تمويل إنتاج أفلام إفريقية ب "البورصة التي استغنت عن السينما الجزائرية". * * * تم الإعلان على هامش ملتقى السينما عن مجموع الأفلام المستفيدة من التمويل، إلا أن الأفلام الجزائرية لم تكن ضمن القائمة، ما هي قراءتك لذلك؟ * أنا شخصيا، لم أكن على علم بهذه المسابقة ولا بتشكيل لجنة تحكيم لاختيار الأفلام، وليست لدي أدنى فكرة عن سبب غياب أو إلغاء الأفلام الجزائرية من القائمة، عله لم تترشح مشاريع أفلام جزائرية للإستفادة من هذه المبادرة، هذا من جهة، ومن جهة ثانية يجب ألا تنسى الجهات التي طرحت هذه المبادرة بأن الإنتاج المشترك يخضع إلى قواعد وقوانين معمول بها في العالم كله. * * * ومن يقع عليه اللوم في هذا الشأن؟ * لا ألوم أي جهة، لأن المهم بالنسبة لي كسينمائي أن يفتحوا لنا المجال للمشاركة مثلنا مثل إخواننا الأفارقة في الإستفادة من مشاريع الدعم والتمويل التي تقدمها وزارة الثقافة، فنأخذ على سبيل المثال فيلم "مصطفى بن بولعيد" الذي استفاد من أربعة ملايين دينار، فيما كنت أتمنى أن تكون المساعدة أكثر بأربع مرات، خاصة بعد البلبلة التي أثيرت حول الفيلم، كما أتمنى أن تستفيد أفلام جزائرية من نفس الميزانية التي استفادت منها هذه الأفلام في دول أخرى، الأكيد أن دولتنا لا تنصف بين المخرجين، ففيلم رشيد بوشارب الأخير الذي قال بأنه يتحدث عن مجازر08 ماي 1945 خصصت له ميزانية 60 مليار سنتيم، لكن الفيلم في الحقيقة لا يتناول هذا الموضوع، وتأكدت من ذلك عندما قرأت السيناريو، فيما حددت ميزانية الفيلم الذي يشتغل عليه حاليا محمود زموري بمليار سنتيم، لما هذا الكيل بمكيالين بين مخرجين لكل منهما صيت وباع في الحقل السينمائي، واحد يأخذ حوالي 60 مليار والثاني مليار فقط، وعليه يجب أن تنظم هذه الأمور نهائيا و تتخلص من عقلية تسيير الإبداع بقرارات إدارية لا تلتزم بقواعد اللعبة ولا بمقاييس المهنة. * * * وما هو انطباعك على عرس القارة السمراء؟ * أنا أرحب بكل المهرجانات لأنها أضحت المناسبة الوحيدة التي تظهر فيها السينما الجزائرية، لكن السؤال المطروح هو التالي: هل ستواصل اللجنة التي كلفت بانتقاء الأعمال الإفريقية التي ستستفيد من التمويل عملها بعد المهرجان أم أنها ستموت؟، أنا مع استمرارية المهرجان لكن بحضور ومشاركة الجزائريين بعيدا عن كل القراءات السياسية، مهما كانت الإدارة لا يجب انتقاء أي سينمائي على حساب الآخر لأن أعمالنا هي التي تشهد لنا، وأعتقد بأن المهرجان الثقافي الإفريقي كان فرصة ثمينة للجزائر كي تقدم أعمالها السابقة ومشاريعها واقتراحاتها، فأنا مثلا أخرجت فيلما سنة 1965 عن إفريقيا وانشغالاتها ولم يظهر لحد الساعة لا في السينما ولا في التلفزيون ولا حتى في برنامج هذه التظاهرة، وكذا فيلم مصطفى بن بولعيد لم يبرمج في المهرجان، فنجد في النهاية 12 فيلما جزائريا فقط من مجموع 250 عمل بالمهرجان. * * * في رأيك ما الذي يجب علينا القيام به للنهوض بالسينما الإفريقية؟ * يجب علينا أن نستغل انعقاد المهرجان الثقافي الإفريقي لتوجيه نداء إلى الاتحاد الإفريقي من أجل إصدار قانون يفرض على القنوات التلفزيونية لبلدان القارة عرض فيلمين إفريقيين على الأقل في السنة، وهذا كله يدخل في سياسة دعم الإنتاج المشترك بين الدول الإفريقية، لأن السينما الإفريقية لازالت في مرحلة التكوين. * * * علمنا أن وزارة المجاهدين منعت فيلم "بن بولعيد" من المشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان وهران، ما صحة هذا الخبر؟ * لا يهمني أن يكون الفيلم في المنافسة أو لا، بقدر ما تهمني المشاركة، كما أنه ليست من وظيفة أي مؤسسة حكومية التدخل في برمجة المهرجان، وليس لدي أي مانع من أن ينافس فيلم "بن بولعيد" الثوري فيلم "دكان شحاتة" الذي تلعب دور بطولته النجمة اللبنانية هيفاء وهبي طالما نعمل تحت غطاء الفن. * * * وأين وصل مشروع الكونفيدرالية التي تترأسونها والتي تعنى بالتنسيق بين المهرجانات العربية؟ * نعاني من مشاكل كبيرة في التنسيق بين مواعيد المهرجانات العربية ولم نتمكن من الوصول إلى نتائج، لذا قررنا عقد لقاء نهائي والبحث في كيفية التنسيق بين المهرجانات خارج الضغوطات السياسية والسياحية، لأن كل واحد يقول عندي ظروف معينة، وإذا لم نفصل في الأمر يبقى التضارب وهذا لا يخدم السينما عامة ولن يتمكن الجمهور من مشاهدة أحدث الأفلام.