في إطار الطبعة الواحدة والعشرون للمهرجان الفرنكوفيلي لمدينة مونتريال، وبعد غيابه عن جمهوره مدة أربع سنوات، أحي الشاب خالد حفلا ساهرا منقطع النظير مساء الأحد الماضي، أمتع فيه محبيه الذين لم تمنعهم الأمطار الغزيرة من الحضور المبكر والانتظار أمام الخشبة لساعات، مغتنمين فرصة مجانية السهرة في الهواء الطلق، وعلى هامش الحفل كان ل "الشروق" هذا الحوار معه. * * رغم منعنا في البداية من الالتقاء بالشاب خالد أو الاقتراب منه من قبل أعوان الأمن والمنظمين لعدم اعتمادي لدى إدارة المهرجان، لكننا اتصلنا به مباشرة بعد السهرة بوساطة أحد أعضاء فرقته فأرسل في طلبي وسط حشد كبير كان ينتظر خروجه طمعا في أخذ صورة معه أو الحصول على إمضائه، ليستقبلني خلف المنصة بتواضع وعفوية لم أكن أتوقعهما، ثم قدم لي زوجته ووكيلة أعماله، السيدة سميرة، وابنته الكبرى سارة، ذات ال 13 سنة، ورغم حالة التعب التي كانت بادية على وجهه، أجاب الشاب خالد على بعض الأسئلة بعفويته وابتسامته المعهودتين. * * * كيف تقيم سهرتك أمام هذا الحشد الكبير من الجمهور؟ * كانت سهرة رائعة، فأنا أستمد قوتي من هذا الجمهور، وما يثلج الصدر هو الوقوف أمام جمهور واحد مشكل من مختلف الدول العربية، فلا تتصوروا اعتزازي وافتخاري عندما أرى الكثير من الرايات العربية في سهرة واحدة، والمغاربية منها بصفة خاصة. * * * لماذا رايات الدول المغاربية تحديدا؟ * أظن بأن معظم مواطني المنطقة يحلُمون بوحدة المغرب العربي، وأنا واحد منهم، فأنا لا أرى حدودا مرسومة بين الجمهور عندما أكون فوق الخشبة، رغم اختلاف الرايات، بل أرى جمهورا واحدا يحمل رايات مختلفة، ثم إن المغرب العربي هو المنطقة العربية الوحيدة التي تتوفر فيها شروط الوحدة، فيجب على المسؤولين إذا فهم أنفُسهم، لأننا لسنا أقل شأنا من الأوروبيين. * * * هل يعني هذا أنك مستاء من الحكام؟ * أنا لست ضد أي نظام أو قانون، فالمسؤولية صعبة، وكل رئيس أو ملك يسعى جاهدا للنهوض ببلاده، فأخي وصديقي الملك محمد السادس استطاع أن يقفز بالمغرب بخطوات عملاقة للأمام، وطلب مني أن أكون سفير سلام للمنطقة، شأنه شأن رئيسنا عبد العزيز بوتفليقة، الله يعمر دارو، الذي لا ينكر إنجازاته إلا جاحدا، والذي طلب مني نفس الشيء، ونفس المحبة أحملها لإخواننا التونسيين والليبيين. * * * وماذا عن مشاريعك المستقبلية؟ * سأقوم بجولة فنية في تونس ثم ب لاس فيغاس في الولاياتالمتحدة شهر نوفمبر المقبل، حيث سأنشط حفلا ستعود مداخيله لأطفال إفريقيا، وبين الجولتين سأقضي أسبوعا في الجزائر خلال شهر رمضان المبارك الذي فقدت نكهته الجزائرية منذ حوالي عشرين سنة. * * * ما هو تعليقك على قضية الشاب مامي؟ * أنا أتطرق لهذا الموضوع من منطلق أن كل إنسان معرض للخطأ مهما كان أصله وعرقه ودينه ومنصبه، مامي أخطأ، وقد اعترف بما اقترفه وفضل مواجهة خطئه، بدءا بتسليم نفسه وقبوله بالعقوبة، وهو شيء مشرف له، كما حمّر وجوه الجزائريين، عندما تحمل مسؤوليته برجولة وتجنب المزيد من المشاكل. * * ما هي أسباب توتر العلاقة بينكما، رغم أنها كانت جيدة في البداية؟ * بالفعل كانت علاقتنا طيبة وعملنا مع بعض، لكن مامي فضل أن يعمل وحده وبطريقة مختلفة فكان له ذلك، إلا أن الشمس تطلع على الجميع، ورغم هذا أُفضل عدم الخوض في الموضوع، ويجب على الجميع مراعاة واحترام الحياة الخاصة لكل شخص مهما كان. * * وما تعليقك على العقوبة المسلطة على مامي وهل في رأيك أن ذلك سيؤثر على مستقبله الفني؟ * مامي ولد بلادي له مشكلة واجهها بشجاعة وسوف يعود يوما إلى الساحة الفنية فمكانه يبقى موجود ولن يؤثر عليه شيء أتمنى فقط بأن لا يطول غيابه.