رفيق صايفي رفقة مراسل الشروق رحب بالحديث إلى "الشروق" لأنه يرى فيها الجريدة التي اتبعت خطواته الأولى في الدوحة، وعبر عن ارتياحه الكبير والألفة التي وجدها في قطر بالنظر إلى تشابه العادات والتقاليد بينها وبين الجزائر، خاصة في هذا الشهر الفضيل الذي يقضيه بعد 10 سنوات، في بلد مسلم سهل عليه الكثير من الأمور وذلّل العديد من المصاعب التي كانت تواجهه في فرنسا، كما لم يخف استياءه من كثرة الحديث عن صوم اللاعبين الجزائريين، مشيرا إلى أنهم مسلمون فلا يوجد أي مبرر لطرح مثل هذه الأسئلة.. * رفيق صايفي المنتقل إلى الخور حديثا فتح قلبه ل "الشروق" ليتحدث عن يومياته الرمضانية وأمانيه المستقبلية ولم ينس الحديث عن الخضر وآمال التأهل إلى مونديال 2010. * * بعد صيامك لشهر رمضان طيلة 10 سنوات في فرنسا.. هذا أول رمضان لك في قطر، فهل تأقلمت مع هذا التغيير؟ * صراحة أنا في نعمة أحمد الله عليها، لأن الفرق بين رمضان في فرنساوالدوحة شاسع وكبير، فأنا اليوم بين أحضان دولة إسلامية الكل فيها صائم والكل فيها يعرف قيمة شهر رمضان، ولا يتطلب منك الأمر غير التأقلم مع درجة الحرارة والرطوبة العاليتين، وهذا أمر مقدور عليه ولا يحتاج إلا لأيام فقط لتتعود على الجو. * * لكن الأكيد أنك تحن إلى رمضان في الجزائر؟ * من الطبيعي أن تحن إلى قضاء رمضان في الجزائر لأنك تفتقد للوالدين وأفراد العائلة والأصدقاء، لكن هي الحياة هكذا، وخاصة حياة اللاعب المحترف، فعندما تبتعد عن بلدك في شهر رمضان تشتاق إلى شربة الوالدة وبعض الأطباق التقليدية التي تميز المطبخ الجزائري، لكننا هنا في الدوحة تغلبنا على هذا الاشتياق بعض الشيء. * * كيف تغلبتم على هذا الشوق؟ * أظن أن دعوات الوالدين جاءت معنا إلى الدوحة وأوقعت في طريقنا عددا من أفراد الجالية الجزائرية الذين وقفوا إلى جانبي ووجهوا لي الدعوة للإفطار على مائدة جزائرية الأكل، مما يشعرك أنك في الجزائر وأوجه لهم الشكر بالمناسبة. * * يعني أنك تعيش أجواء رمضانية جزائرية في الدوحة؟ * ليست جزائرية 100٪ وإنما شبيهة بها إلى حد كبير، لأن أفراد الجالية هنا لم يتركوني وحيدا ولفوني بعنايتهم منهم رابح ماجر الذي أشكره بالمناسبة، والعربي محمودي والكثير من الجزائريين، وأذكر أن منهم من لم يقابلني لكنه جاء إلى الملعب رغم درجة الحرارة العالية ليتابع مباريات فريق الخور، وهذا الأمر يزيدني إرادة على الجد والسعي وراء النجاح. * * يكثر الحديث الإعلامي في الآونة الحالية عن صيام الرياضيين والتساؤل عن فتوى الإفطار، وبما أنك صاحب خبرة في الاحتراف كيف ترى هذه النقطة؟ * صراحة أنا أستغرب الحديث في هذا الموضوع، لأن رمضان بالنسبة لي ركن من أركان الإسلام مثل الصلاة والزكاة والشهادة والحج، وعلينا الالتزام بأركان الإسلام بما أننا مسلمون والحمد لله، سواء كنا رياضيين، أم غير ذلك، وأظن أن الحديث عنه في وسائل الإعلام أمر لا طائل منه، لأن اللاعب المسلم يصوم وهذا الذي أعرفه. * * لكن هناك من يقول إن الصيام يؤثر على قدرات اللاعب البدنية؟ * طيلة مشواري الكروي تدربت في رمضان ولعبت المباريات الودية والرسمية ولم أفكر يوما أن أفطر ولم أجد صعوبة في اللعب، لكن الصعب هو أن تلعب مع لاعبين لا يصومون وضد لاعبين كذلك وهذا هو الفرق بين اللعب في فرنسا واللعب في قطر، كما أن الشيء الإيجابي هنا في الدوحة أن التدريبات تُقام بعد الإفطار عكس ما كنا عليه في فرنسا وهذا يساعدنا كثيرا. * * تصر على الحديث بين فرنسا وقطر وكأنك تود الحديث عن نقاط لم نتطرق إليها في أسئلتنا؟ * عند بداية المفاوضات مع نادي الخور فكرت في قرب قطر من السعودية، وهذا يعني أن العمرة والحج أصبحا في متناولنا بما ساعدني على اتخاذ القرار في قبول التعاقد مع الخور وإن شاء الله تتحقق أمنيتي وأؤدي مناسك العمرة رفقة الوالدين في أقرب فرصة. * * اقتربت مباراة زامبيا.. ألا ترى أن الضغط سيكون كبيرا عليكم في هذه المباراة؟ * لا توجد مباراة دون ضغط، وهذه المباراة ذات طابع خاص لأنها تحدد معالم التأهل بنسبة كبيرة، لذلك سيكون الضغط مضاعفا ليلة المباراة، وعلينا كلاعبين أن نعمل على تفاديه بالتركيز وعدم الغرور لأن طريق جنوب إفريقيا لا يزال طويلا، وهنا أوجه رسالة إلى محبي الخضر ليقفوا إلى جانبنا حتى نحقق الحلم ونعيد الكرة الجزائرية إلى العالمية. * * ألا تتخوف من تزامن المباراة مع بداية الموسم الكروي؟ * هذا العامل مؤثر بطبيعته، لكن عندما ترى معظم لاعبينا في البطولات الأوروبية تجد أن بدايتهم كانت إيجابية فتطمئن، والأهم من كل هذا أن روح الفريق والمجموعة هي التي تحرك المنتخب الوطني في هذه الفترة، ونتمنى أن تتواصل هذه الروح العالية حتى نحقق ما نصبو إليه. * * متى تلتحق بمعسكر الخضر؟ * لدي مباراة مع فريقي اليوم (الحوار أجري يوم الخميس) ضد نادي قطر سألعبها ثم أسافر للالتحق بزملائي في اليوم الأول للتربص إن شاء الله. * * في مباراة ناديك ضد نادي الشمال عرفت مدرجات الملعب حضورا لبعض الجزائريين الذين هتفوا باسمك طيلة اللقاء، ألا يزيدك هذا إصرارا على أداء موسم متميز؟ * شيء جميل أن ترى أبناء بلدك يقفون إلى جانبك، وبالمناسبة أشكر كل من شجعني، وهذا ليس بالجديد على الجمهور الجزائري الذي يشجع ابن بلده أينما حل. * * لعملك أيضا أن مدينة الخور هي المدينة التي يتمركز فيها الجزائريون بكثرة بحكم طبيعة عملهم في الشركات البترولية، وهذا ما سيزيد في نسبة جمهور الخور.. * سمعت بهذا وأتمنى أن أكون عند حسن ظن جمهوري خاصة، وأني سمعت أن الكثير من الجزائريين هنا يعشقون كرة القدم ويناصرون المنتخب الجزائري بقوة. * * فعلا.. وسنقدم لك شريط فيديو لاحتفال الجزائريينبالدوحة يوم الفوز على مصر بثلاثية.. * - (يُشاهد الشريط).. ما شاء الله يبدو أن الجزائريين فعلا لا يوجد لهم مثيل، هكذا هم أولاد بلدي إن شاء الله لا نخيب آمالهم ويوفقنا الله في مباراة زامبيا حتى يخرج الجميع في سهرة رمضانية ستكون راسخة في الأذهان.