* * بالأمس كان الرئيس الفنزويلي شافيز يخطب في آلاف السوريين في (جبل العرب ) السويداء .. من وراء المحيطات والمسافات النائية جاءت صرخة شافيز مدوية : إنني سوري، إنني اعتز انني عربي، نريد وطنا عربيا واحدا قويا ..حدثنا شافيز عن تاريخنا وعن مقاومتنا للامبريالية وعن صمود أمتنا وإمكانيات انتصارها وحدثنا أخونا شافيز عن ضرورة أن نحسم المعركة لصالحنا ونبهنا ان هناك أصدقاء كثر لنا في أمريكا اللاتينية وفي ايران والصين ..تحدث عن الشام ودمشق التي رافقت التاريخ وعن رموز العزة في الأمة. * ولم يكتف شافيز بذلك وهو ضروري لنا في مرحلة توجه الاهانات لأمتنا ليل نهار من قبل الامبرياليين الغربيين في العراق وفلسطين وأفغانستان والصومال..بل ذهب الى الحديث العلمي والتفصيلي فضلا عن إثارة العواطف والمشاعر التي ترتكس في حمأة الهزائم..ذهب الى التفصيل نحو وحدة الانسانية ضد الجبابرة والطواغيت الامريكان..فتكلم عن شجرة الزيتون وزيتها وكيف يستغل من قبل الامبرياليين فيأخذونه كما يأخذون نفطنا يبيعونه بأضعاف مضاعفة..تحدث عن الزراعة وكيف نطورها ونتكامل في انتاجها وتصنيعها..تكلم عن الطب والمعمار والتكنولوجيا وضرورة ان نبني مصانع مشتركة تطور بلداننا .. تحدث عن الاتصالات وكيف تستغل الامبريالية هذا القطاع الواسع الخطير بربط كل شبكات الاتصال في الوطن العربي او أمريكا اللاتينية بشركات رأسمالية تستغلنا ونوه الى ضرورة البدء بمد الكابلات بين بلداننا مباشرة بعيدا عن استغلال الامبريالية.. * أخونا شافيز كان محبا ومشفقا وطبيبا مداويا.. يفتح لنا في زمن الضيق حيث الحصار تلو الحصار على أمتنا أبوابا من الامل للتطور والرفاه بأن نخرج من طوق اوروبا والادارة الامريكية نحو عالم رحب في امريكا اللاتينية في نيكاراغوا وكوبا وبوليفيا وفنزويلا وغيرها..نحو افريقيا الغنية بكل شيء الا بمن يأخذ بيدها نحو الخير..وهكذا تتسع دائرة الانسان وفرص الحياة الكريمة كما يريدها الله الملك الواحد الأحد لعباده جميعا بشتى أفكارهم ودياناتهم وألوانهم ..يعيشون برحمة وسواسية وتآلف.. * أخونا شافيز لماذا تصر على إحراجنا؟ أفراد جماعتنا من الحكام منشغلون في الكيد لبعضهم وبتكريس الجفاء والشحناء بين شعوبهم.. جماعتنا من الحكام يلهثون خلف ظل السيد الامريكي يتمنون رضاه وسكوته عنهم..جماعتنا لا هم لهم الا قصف المعارضة بالفسفور كما يحدث باليمن او زج المقاومة في السجون كما يحصل بفلسطين او التلهي بالانتخابات وتشكيل الحكومات والبريستيج الحقير كما يحصل في لبنان وتجارة الحشيش والمخدرات كما يحصل بالمغرب والتلهي بأموال حقيرة كما يحصل من بعضهم في انتاج السياحة وقمع مظاهر الدين والعفة. * أخونا شافيز لماذا تصر أن تعري واقعنا..لقد أقمت الحجة علينا ولقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي.