في أية خانة نسجل الزيارة التي قام بها نهاية الأسبوع المنصرم الرئيس الفنزويلي يوغو شافيز؟ فزيارته إلى بلادنا جاءت بعد زيارته إلى إيران وليبيا، ثم إلى سوريا، أي ضمن زيارته لدول ''محور الشر''، حسب تقييم الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، مع أن هذا الأخير لم يصنف بلادنا ضمن هذا المحور· قد تغير زيارة شافيز إلى الجزائر نظرة بعضا من أولئك الذين يقولون إن الجزائر صارت حليفة لأمريكا، أو بعبارة أخرى إننا بعناها للماريكان، بعد التقارب الحاصل في الحرب التي تقودها أمريكا ضد الإرهاب، وبتواجد شركات النفط الأمريكية في الجنوب الجزائري · فقد يعني هذا أننا مازلنا على عهدنا وعلى مواقفنا سنوات السبعينيات، مواقفنا المناهضة للإمبريالية والرجعية مثلما كنا نردد· لاشك أن شافيز يعني ما يقول وما يفعل، فهو لا يخفي عداوته لأمريكا منذ اعتلائه سدة الحكم، وكان أول من أحيى لدى دول أمريكا مواقفها المعادية للولايات المتحدة، وزيارته إلى الجزائر ما كانت لتكون لو أنه لم يلتمس فيها الحليف الداعم لخيارات البلدان النامية التي تقودها فنزويلا، وأن الجزائر مازالت تساند البلدان المستضعفة مثلما كانت أيام جبهة الصمود والتصدي، عكس الكثير من البلدان العربية· صحيح أن مشاكلنا الداخلية جعلتنا نلتزم الصمت حيال الكثير من القضايا العربية، حتى وإن كانت خياراتنا مخالفة لخيارات البلدان العربية الأخرى مثلما حدث مع قضية العراق أو غزة، لكن هذا لا يعني بأننا تراجعنا عن مواقفنا التقليدية حيال الكثير من القضايا المعروفة· الأكيد أن لا أمريكا ولا أوربا ستنظر بعين الرضا إلى هذه الزيارة، والتقارب الجزائري الفنزويلي بعد كل الجهود المبذولة لوضع اليد على الجزائر وعلى نفط الجزائر من قبل الغرب·