غادر الرئيس الفنزويلي السيد هوغو شافيز فرياس أول أمس الجزائر، عقب زيارة عمل وصداقة دامت يومين، بعد محادثات أجراها مع رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة على انفراد يوم الأربعاء بإقامة الدولة بزرالدة (الجزائر) وفي تصريح للصحافة عقب محادثاته مع رئيس الجمهورية أكد الرئيس الفنزويلي على إرادة الجزائر وفنزويلا في تعزيز علاقاتهما الثنائية في جميع المجالات، موضحا في الصدد "إننا نرغب في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والطاقوية والتكنولوجية ورفعها إلى مستوى علاقاتنا السياسية الممتازة" . مشيرا إلى أن البلدين سيعدان مخطط عمل جديد من اجل تطوير التعاون، مذكرا في هذا الصدد باجتماع اللجنة المختلطة الجزائرية الفنزويلية المرتقب في شهر اكتوبر المقبل. ولدى تطرقه إلى المجال الطاقوي، دعا السيد شافيز إلى تعزيز التعاون في مجالات البترول والغاز وابرز في هذا الخصوص "إنني اقترحت على الرئيس بوتفليقة أن تشارك الشركة الجزائرية للمحروقات (سوناطراك) في إنتاج النفط مع نظيرتها الفنزويلية" . وأضاف انه بإمكان البلدين التعاون أيضا في ميدان الصناعة البتروكيماوية التي اعتبرها "قطاعا يكتسي أهمية كبيرة" بالنسبة للجزائر وفنزويلا وكذا في إنتاج الغاز الطبيعي المميع الذي يمكن نقله إلى الجزائر قبل أن يتم تصديره إلى أوروبا. وتابع السيد شافيز قوله أن المحادثات قد تمحورت كذلك حول التعاون المالي، مشيرا في هذا الخصوص إلى "إمكانية إنشاء صندوق للاستثمار من اجل تشجيع المشاريع المختلطة في مجالات الفلاحة والتجارة والسكن والصيد البحري والنقل البحري والسياحة" . وأوضح في الإطار أن هذه المحادثات مع الرئيس بوتفليقة كانت مناسبة للتطرق إلى قمة إفريقيا- أمريكا الجنوبية المرتقبة في جزيرة مارغاريتا الفنزويلية في نهاية الشهر الجاري. وقال في هذا الشأن "إننا متفقون على أن لا تكون هذه القمة مجرد قمة أخرى لإلقاء الخطب وتوقيع الوثائق المحضرة مسبقا والتي لا يكون لها أي تأثير على واقع شعوبنا" وأضاف قائلا "إننا نريد ان يتغير ذلك، لقد قدم لنا الرئيس بوتفليقة الذي يتمتع بتجربة كبيرة اقتراحات فيما يخص المنهجية الواجب إتباعها خلال هذه القمة التي ستجمع حوالي ثلاثين رئيس دولة" . "إننا نريد -كما قال السيد شافيز- نتائج ملموسة على المدى المتوسط ومخطط عمل للسنتين المقبلتين" . وفي معرض تطرقه للمواضيع التي سيتم دراستها خلال هذه القمة أشار السيد شافيز إلى المسألة ذات البعد "الاستراتيجي" الخاصة بالتقارب بين الاتحاد الإفريقي واتحاد أمريكا الجنوبية وكذا الأمن الغذائي و توفير الأدوية والأزمة الطاقوية والمشكلة المالية و "كيفية ضمان الموارد الضرورية من اجل تطوير شعوبنا". وكان رئيس الجمهورية قد أقام بإقامة الدولة بزرالدة (الجزائر) مأدبة عشاء إفطار على شرف الرئيس الفنزويلي السيد هوغو شافيز فرياس.