نزلت "الشباك" صبيحة أمس بملعب 5 جويلية لتتفقد الأوضاع التي سادت المنطقة وتستجوب آلاف الأنصار الذين جاؤوا من مختلف أنحاء الوطن وليس من الشرق الجزائري فحسب للقاء الذي جمع بين شباب باتنة بنادي عاصمة الهضاب العليا وفاق سطيف، وكانت الشباك كعادتها في الموعد لتتفقد الأوضاع وتستجوب الجمهور الرياضي الجزائري والتي تأرجحت بين مساند مطلق لفريقه ومناصر لآخر بحكم الصلة والقرابة أو شيء مخصص في أجواء أقل ما يمكن القول عنها أنها رائعة إبتهجت منها العاصمة التي تزينت بألوان الفريقين، وعكست مرة أخرى مدى عشق الجمهور الجزائري للكرة المستديرة. الطرقات مغلقة عن آخرها، هتافات، أهازيج ..وأبواق السيارات تدوي منذ الصباح أجواء تشبه إلى حد ما التي كنا نشاهدها لما يتعلق الأمر بمباريات المنتخب الوطني، ولو أن تلك الصور تبقى نادرة، فالطرق المؤدية إلى مركب محمد بوضياف مغلقة عن آخرها نتيجة الزحمة واكتظاظ آلاف وسائل النقل المتنوعة التي تنقل على إثرها هؤلاء الأنصار الذين توافدوا من كل منطقة، وهو ما جعل عناصر الأمن تمنع هذه الناقلات من دخول المنطقة، إلا عن بعد 1000 متر عن باب الملعب ليكملوا السير على الأقدام حتى لا تختلط الأمور عليهم وعلى عناصر الأمن بعدها. "كورتاج" كبير من السيارات، الحافلات والقطارات ..وكل الطرق تؤدي إلى العاصمة وما زاد من ابتهاج سكان العاصمة الذين خرجوا للإحتفال رفقة ضيوفهم هي الوفود الكبيرة التي أبت إلا أن تدخل العاصمة عبر مواكب سيارات وحافلات بهتافات تعالت في الصباح الباكر في وقت وصل فيه البعض الآخر عن طريق القطارات التي تزينت بألوان الفريقين ولو أن الأكثرية عادت للسطايفية الذين حضروا بقوة. عناصر الأمن بقوة والحماية المدنية حاضرة كالعادة وفي إطار الحديث عن كل هذا، لا يمكن التغاضي عن المجهودات الجبارة التي بذلتها عناصر الأمن الذين سهروا منذ الصباح الباكر على ضمان سلامة الوافدين إلى الملعب بعدما فرضت طوقا أمنيا شديدا عليهم، خوفا من حدوث أي إنزلاقات أو تجاوزات، كما لا ننسى تأهب عناصر الحماية المدنية الذين صنعوا كذلك صورا رائعة في المدرجات قبل، أثناء وبعد نهاية اللقاء. فرصة من ذهب للتجار وأصحاب الربح السريع هذا وكان لبعض الفضوليين من شبان، أطفال، كهول وحتى الجنس اللطيف منهم الذين كان لهم نصيبهم في هذا الموعد، حيث استغلوا التوقيت للتجارة والربح السريع، مستغلين الظروف التي طغت أمام الملعب من جوع وعطش اللذين نالا من المتنقلين إلى العاصمة وأهم ما استقطبه هؤلاء للبيع أكل خفيف بشتى أنواعه، مكسرات ومشروبات بأنواعها قبل أن يجدوا رجال الأمن بالمرصاد الذين لم يكسروا من عزيمتهم لنيل مبتغاهم. عدد الباتنية قليل، لكنهم يصنعون الفرجة ورغم أن أنصار الكاب لم يحضروا بقوة نظرا لبعد المسافة وقلة الإمكانات، إلا أن القلة القليلة التي حضرت الموعد صنعت الفرجة من خلال الأعلام والرايات العملاقة التي حضروها ولم يتوقفوا عن الهتافات منذ وصولهم والذي دام إلى غاية دخولهم الملعب. الإنطلاقة في منتصف الليل والبعض لم ينم وبما أن المسافة كبيرة بين العاصمة وعاصمة الأوراس باتنة بعيدة إلى حد ما وتقدر بأكثر من 500 كلم، فإن القائمين على نقل أنصار الكاب إلى ملعب 5 جويلية قرروا أن يحددوا موعد الإنطلاقة من قلب الولاية باتنة على الساعة 00:30 حتى يصل الأنصار في الصباح الباكر وليتفادوا الزحمة والحرارة الشديدة ويضمنون سلامتهم، وهو ما جعل البعض منهم لا ينام. بلدية باتنة تخصص 3 حافلات لضمان سلامة الأنصار وخصصت بلدية باتنة ثلاث حافلات كبيرة تحمل ما يقارب 80 مناصرا، يقول عبد الغاني، 20 سنة طالب سنة أولى قسم لغة فرنسية بجامعة بوزريعة "لم يكن بوسعي أن أغيب عن هذا الموعد لمناصرة فريقي المفضل، شباب باتنة، صراحة أنا سعيد جدا لهذا الموعد الذي يعد فرصة كبيرة لأعود وأناصر الفريق.. كما أنها فرصة أخرى للإلتقاء مجددا برفقائي الذين جاؤوا لمساندة الفريق"، أما بوفرة محمد 19 سنة الذي جاء من دائرة رأس العيونبباتنة فيقول "أنا مناصر وفي للفريق أحل معه أينما حل، أناصره في الضراء قبل السراء خاسرا أم رابحا إنني شاوي أو ما نوليش اللور" المسامعية في الإنتظار والسنافر جنبا إلى جنب مع أبناء الأوراس ووجد أنصار الكاب السند من طرف مجموعة قليلة لأنصار إتحاد العاصمة الذين كانوا في إنتظارهم الوقوف معهم ومناصرتهم وهذا بحكم العلاقة الطيبة التي تربطهم بهم دون نسيانهم للاعبهم السابق للفريق والحالي للكاب سليم العريبي الذي لازال يحظى بمكانة غالية عند أنصار سوسطارة، إضافة إلى سند جيرانهم في الشرق الجزائري من أنصار شباب قسنطينة الذين فضلوا، إلا أن يرافقوهم ويقطعوا معهم كل هذه المسافة. أنصار سطيف اقتنوا تذاكر المواجهة من باتنة هذا ويكون أنصار الوفاق الذين لم تكفيهم حصتهم المخصصة والمقدرة بعشرين ألف تذكرة قد لجأوا إلى سبل أخرى للرفع من قيمتهم بعدما تنقلوا إلى باتنة عشية اللقاء ليشتروا حصص أخرى من التذاكر لدى بعض الباتنيين الذين فضلوا بيع حصتهم لنظرائهم السطايفية.