العلبة السوداء للخليفة لاتزال بعيدة عن أيدي السلطات الجزائرية رفضت محكمة "نانتير" بباريس يوم الثلاثاء الماضي، تسليم اثنين من أبرز مقربي عبد المومن خليفة وهما محمد نانوش وكباش غازي للسلطات الجزائرية، بعد عدة أشهر من الانتظار وتأجيل النطق بالقرار لأربع مرات متتالية. * *التحقيق الفرنسي يتوسع الى شخصيات فرنسية نافذة * * في الوقت الذي رفضت هيأة محكمة نانتير بباريس تسليم كل من محمد نانوش المدير العام السابق للخليفة بنك المحل، وكذا خال الملياردير الفار كباش غازي الذي يعتبر أحد مؤسسي مجموعة الخليفة ومدير عام فرع الخليفة للبناء، فإن ذات المحكمة تواصل التحقيق في هذا الملف، حيث وجهت استدعاءات للمعنيين من اجل السماع لهم حول تبييض الأموال التي تحصلوا عليها من بنك الخليفة عن طرق تحويلات مالية تمت بطرق غير قانونية بواسطة بنوك لبنانية وفرنسية "باريبا" و"سوسييتي جنرال" وبنك "ساوباولو" بباريس. * وقد مثل كل من كباش غازي ومحمد نانوش، أيام 12 سبتمبر و7 أكتوبر من السنة الماضية أمام قاضي التحقيق لدى محكمة باريس لدراسة طلب تسليمهما للسلطات الجزائرية، وذلك بعد أن تم توقيفهما يوم 29 ماي من نفس السنة رفقة زوجة عبد المومن خليفة المدعوة ناديا عميروشان، بعد إدانتهم من طرف محكمة الجنايات بالبليدة يوم 22 مارس من السنة الفارطة بعشرين سنة سجنا نافذا مع صدور أمر دولي بالقبض على كل من كباش غازي ومحمد نانوش، في حين أدينت نادية عميروشان بعشر سنوات سجنا نافذا، غير أن القضاء الفرنسي أفرج عليهم مؤقتا في انتظار الفصل في قرار ترحيلهم، وفي كل مرة يتم تأجيل النطق بقرار تسليمهم. * وأرجعت مصادر قضائية مطلعة من باريس أن سبب رفض تسليم المعنيين للقضاء الجزائري مرتبط بالتحقيق الذي يواصله القضاء الفرنسي حول قضية الخليفة، خاصة وان السلطات الفرنسية قد تحصلت على موافقة من نظيرتها البريطانية لتسلم عبد المومن خليفة المتابع من طرف القضاء الفرنسي بتهم تبييض الأموال والنصب والاحتيال. * وقد استهل التحقيق في هذا الملف بالاستماع خلال شهر أفريل الماضي لزوجة عبد المومن خليفة، المدعوة نادية عميروشان التي أدينت بالبليدة بعشر سنوات سجنا نافذا، مدة عشر ساعات كاملة قبل أن يتم إخلاء سبيلها، في انتظار مثولها مجددا أمام ذات الهيئة في إطار التحقيق التكميلي في الفضيحة، وهي القضية التي أثارتها "الشروق اليومي" حينها، كما استمعت للذراع الأيمن لعبد المومن خليفة بباريس "أمين. ش"، هذان الأخيران يعتبران بمثابة العلبة السوداء في ملف بنك الخليفة والخليفة للطيران بباريس، أي أنهما يمتلكان كل الملف الخاص بهذين الفرعين التابعين لمجمع الخليفة. * ويأتي فتح هذا التحقيق بعد تسلم القضاء الفرنسي أيضا ملفا تكميليا يتعلق بتصفية الخليفة للطيران، وقد اعترف "أمين.ش" انه سلم لعدد من الفنانين الفرنسيين وبعض مشاهير السينما في العالم مبالغ مالية مقابل حضورهم حفل افتتاح قناة "الخليفة" بمدينة "كان" سنة 2002، من بين هؤلاء ورد اسما كل من الفنانين الفرنسيين جيرارد ديبارديو وكاترين دونوف اللذين اعترفا أمام نفس القاضية أنهما تلقيا مبالغ مالية معتبرة مقابل مشاركتهما في افتتاح القناة، وقد وضع "أمين. ش" في الحبس، ثم استفاد من الإفراج بسبب غياب الأدلة التي تدينه. * أما كباش غازي فيتهم بتحويله لمبلغ مالي قدر ب720 مليون أورو حولت لحسابه الخاص بباريس، كما قام بتحويل مبلغ 350 ألف أورو لحساب ابنته التي قامت بتبييض هذه الأموال في مشروع استثماري بباريس. * وسيشمل التحقيق في قضية الخليفة بباريس أيضا حسب ما أكدته مصادر موثوقة شخصيات فرنسية نافذة ساهمت في تمكين عبد المومن خليفة من إنشاء إمبراطوريته المنهارة من بينهم أعضاء بالمجلس السمعي الفرنسي وحتى ببعض الوزارات.