شقيق رشيد رمضه رشيد قال لنا بالهاتف إنهم اتهموني بتفجير المطار رغم أني غادرت سنة 1989 بريطانيا رفضت منح التأشيرة لفرد من العائلة 15 مرة والإفراج عن رشيد لن يكون قبل سنة 2007 بعد شهر من الجلسات الماراطونية ثبّتت محكمة الجنايات الخاصة في باريس أول أمس عقوبة السجن المؤبد ضد رشيد رمده وعدم الإفراج عنه قبل 20 سنة بدءا من تاريخ صدور الحكم الابتدائي في 2007 .. * * وهذا لتورطه رغم نفيه كل التهم الموجهة له، في الاعتداءات الإرهابية والمتمثلة أساسا حسب قرار الإحالة في عملية إغتيال وتفجير ميترو سان ميشال وهو الحادث الذي تسبب في وفاة 8 أشخاص وجرح العشرات، مثلها مثل تفجير محطتي "ميزون بلانش ومتحف أورسي" وهي الأعمال التي حصلت بين شهري جويلية وأكتوبر 1995، إذ وبعد شهر مباشرة تم توقيفه بلندن حيث قضى 10 سنوات تقريبا هناك ليسلّم إلى باريس سنة 2005 حيث صدر ضده حكما بالمؤبد مع إلزامه قضاء ما لا يقل 22 سنة بالسجن، كما واجه رشيد رمده سنة 2006 تهمة المشاركة في تنظيم اعتداءات قام بها جزائريان آخران حكم عليهما بالسجن المؤبد، في حين حكم على رمده آنذاك ب 10 سنوات سجنا نافذا. وقد اعتمد القضاء الفرنسي في حكمه على قرائن ودلائل تدين رشيد رمده من خلال العثور على وثائق للجماعة الإسلامية المسلحة بلندن تكشف تورطه في تحويل مبالغ مالية لواضعي القنابل. * جدير بالذكر أن رشيد رمده الذي قامت الشروق اليومي بزيارة إلى أهله بمدينة الشريعة، 45 كيلومترا غرب عاصمة الولاية تبسة، 650 كيلومتر شرق العاصمة الجزائر، ولد ببلدية العقلة سنة 1969 م وتربى وترعرع بالشريعة بين أحضان والديه وهو الأخ الأوسط ل6 إخوة درس المرحلة الابتدائية بمدرسة الحي الجديد ثم بمتوسطة الشريعة القديمة لينتقل إلى المتقن ثانوي- بذات المدينة، حيث درس ثلاث سنوات ولم يوفق في شهادة البكالوريا رغم شهادة الكثير بذكائه وميوله خاصة إلى اللغة الانجليزية والفرنسية وقد بقي يعمل مع والده في المحل التجاري كبائع العقاقير وهو المحل الذي ما زال إلى يومنا هذا بوسط المدينة. وقد كشف لنا أحد أفراد الأسرة بأن رشيد كان محافظا على صلواته وليس له رفقاء السوء ويقضي معظم وقته بالمحل مع ممارسة هوايته في رياضتي الكاراتي والشطرنج من حين لآخر، ومع حلول سنة 1988 ورغم صغر سنه فكر في مواصلة دراسته بالخارج خاصة ببريطانيا نظرا لتعلقه باللغة الإنجليزية لكن استحالة حصوله على التأشيرة البريطانية كما قال أحد أفراد الأسرة جعله يفكر في الخروج من الجزائر أولا ثم السفر إلى دول أخرى إلى غاية تحقيق الحلم، حيث كانت أول محطة له تونس في أواخر 1988 إذ مكث بها قرابة الشهر، ثم جاءت الفرصة إلى المملكة العربية السعودية لاعتقاده أن الوصول إلى السعودية معناه الوصول إلى أي مكان آخر في العالم، لكن الأمنية لم تتحقق ليشير عليه ممن التقى بهم هناك بأن الوصول إلى بريطانيا ينبغي أن تسبقه محطة التوجه إلى أفغانستان التي كانت في متناول الجميع وقتها، وبعدها الدخول إلى دول أوربية ومنها إلى بريطانيا، وبالفعل كانت الرحلة إلى أفغانستان بعد 5 أشهر قضاها بالسعودية وقد عمل حسب محدث الشروق اليومي بإحدى المنظمات الخاصة بالإغاثة لصالح الأفغان الذين كانوا في حرب ضد الروس ولم يحمل في يوم ما قطعة سلاح في الحرب الأفغانية إنطلاقا من سعيه في ربط علاقات للوصول إلى بريطانيا التي دخلها سنة 1992 وبقي على اتصال دائم مع أفراد أسرته الذين فرحوا له بعد تحقيق حلمه لمواصلة الدراسة والعودة بشهادة تؤهله ليكون إطارا في الجزائر .. لكن الذي حدث أن أفراد الأسرة كانوا أمام التلفاز ذات ليلة كما قال محدث الشروق اليومي وإذ بهم يسمعون خبرا مثل ما سمعه أغلب الجزائريين أن "رشيد رمده" تم توقيفه من طرف الشرطة البريطانية موجهة له مباشرة تهمة التفجيرات والتخطيط لأعمال إجرامية وما إلى ذلك، وهذا دون الوصول إلى التحقيق القضائي، وقد تمت عملية التوقيف بالطريق العمومي حينما كان المتهم في طريقه إلى مؤسسة الضمان الاجتماعي لتسوية وضعيته تجاه المؤسسة ومن ذلك التاريخ أصبحت الأخبار حول مصير الابن من طرف العائلة منعدمة تماما حتى اعتقدوا بأنه توفي وهذا إلى غاية 1997 حيث علم الأخ الأكبر أن المحامية البريطانية "قريت بياس" مكلفة بالدفاع عنه من خلال تكليفها بمتابعة الملف، وبعد مجهود طويل تمكن الأخ الأكبر من العثور على هاتف المحامية التي اتصل بها مؤكدة له بأن أخاه موجود بالسجن البريطاني بلمارش- وقد ترجاها أن تمنح الهاتف لأخيه رشيد ليسمع صوته ولو بكلمة واحدة، وبعد الإجراءات الإدارية سلم الهاتف للسجين الذي تحدث مع أخيه مؤكدا له بأنه موجود بسجن غرب لندن وهو في زنزانة إنفرادية حيث كما قال لأخيه تم توقيفه من قبل الأمن البريطاني وتابعوه بتهمة قال انه لا علاقة له بها لا من قريب ولا من بعيد، وذنبه الوحيد أنه من الجزائر، ودخل إلى بريطانيا بعد أن مكث مدة ليست بالطويلة بأفغانستان، والغريب في الأمر كما يقول رشيد في المكالمة مع أخيه أن الأمن البريطاني أوقفه بناء على أنه يدعى الياس أبو فراس، إذ أن هذا الاسم أو الكنية لا علاقة له بها ولا يعرف شخصا بهذا الاسم، بل الأغرب من كل هذا كما قال نسبوا لي تفجيرات مطار هواري بومدين بالجزائر وأعمال إرهابية أخرى أنا بريء منها بدليل أني لما خرجت من مدينة الشريعة بالجزائر كان عمري 19 سنة ولم تكن هناك أي أعمال إرهابية بالجزائر ولا تنظيمات مسلحة حتى نتهم بها .. لتنقطع المكالمة حيث قرر أفراد الأسرة التحرك من خلال أولا تكليف أحد الإخوة للسفر إلى بريطانيا لتكليف محامين آخرين والإطلاع على أحواله إلا أن طلبات الفيزا رفضت كما قال 15 مرة. وتعذر الاتصال بالمحامين، وحتى الرسالة التي كتبها السجين في سجنه لأسرته كما قال والتي أرسلت يوم 30 / 12 / 2005 لم تصل إلا في ماي 2007 ليبقى التساؤل المحير لدى أفراد الأسرة عن سبب حرمانهم من زيارة ابنهم في السجن والسماح له بتكليف هيئة دفاع مثل ما تنص عليه القوانين والأعراف الدولية مهما كانت نوع التهمة . وهكذا بقي "رشيد رمده" يصارع الإجراءات القانونية والأحكام القضائية الصادرة في حقه إلى غاية نهاية شهر أكتوبر2009 حيث ثبّتت محكمة الجنايات الأحكام السابقة مع عدم السماح له بالخروج من السجن قبل 20 سنة أي إلى غاية 2027 حينما يبلغ المتهم 58 سنة حيث سيعود إلى منزله بعد أن غادره وعمر 19 سنة، وفي تعليقه عن هذا الحكم قال أخ رشيد رمده السيد لزهر رمده في حديث له للشروق اليومي ماذا عسانا أن نقول عن هذا الحكم الذي صدر ضد رجل يتكلم 7 لغات ويكتب الشعر باللغة الانجليزية وفنان في الفن التشكيلي فهل يعقل أن يكون هذا الشخص إرهابيا من المستحيل كما قال.