انتعاش تجارة الملابس الرياضية تعوّد الجزائريون منذ أعوام أن يستقبلوا موضة الملابس من الدول الأوروبية، كما عرف عالم الألبسة الميول للون ما عبر فترة محددة، لكن يبدو أن انتصار الخضر لعب دورا حتى في إتباع موضة الألوان، ونسبتا إلى اسمهم ساند أغلب الجزائريين فريقنا بلبس اللون الأخضر، وبما أن لدينا قنوات تلفزيونية ترى عبر الأقمار الصناعية، فإن ارتداء مقدمي الأخبار للون الأخضر يؤثر لا محالة على المشاهدين عبر العالم. * وحسب الاستطلاع الذي قامت به "الشروق" عبر محلات بيع الألبسة بالعاصمة فإن الإقبال على الأخضر هو السائد لا محالة، حيث وجد التجار منه وسيلة للربح، والغريب في الأمر يقول بائع بسوق علي ملاح أن النساء الجزائريات على غير السنوات الماضية أصبحن يرتدين الألبسة الرياضية حبا في الفريق الوطني، وقال إن هذا الإقبال لا يختصر على الفتيات فقط بل امتد للسيدات والعجائز. * ومن الملاحظ حسب الاستطلاع الذي قمنا به عبر الأسواق والمحلات، أن الألبسة المستوردة في بداية السنة الجارية تفتقر نوعا ما إلى اللون الأخضر بحكم أن الجزائريين غير متعودين عليه، وهو لون غير مرغوب فيه بشكل واضح، مثل اللون الأحمر، والأبيض. ويؤكد تاجر يملك كحل بشارع ديدوش مراد بالعاصمة، أنه منذ فترة كان يجد صعوبة في تسويق ألبسة اللون الأخضر خاصة في أوساط النساء، وقال إن هذا اللون كان يستورد خاصة في الأقمصة، والملابس الداخلية وقلما نجده في التنورات، أو في البذلات، والطاقم الرجالي و في السراويل. * ويضيف في هذا السياق، زميله أن تجار الألبسة وجدوا حرجا بعد الإقبال المفاجئ والكبير على الألبسة الخضراء بمختلف أنواعها وأشكالها، لأن حسبه الطلب فاق العرض، ويتوفر اللون الأخضر غالبا إلا على الأقمصة. وترى في هذا الصدد مصممة الأزياء (جميلة) من باش جراح، أن تجربتها في الميدان، أكدت لها أن الجزائريات سابقا لم يجدن راحتهن مع اللون الأخضر، مثلما هو حال الرجال، مشيرة أن هذا اللون يغيب تماما في ألبسة الأعراس والسهرات، لكن الراحة النفسية التي وفرها الفريق الوطني المرتبط باسم (الخضر) ستجعل من اللون الأخضر موضة تنطلق هذا العام من الجزائر. وكشفت مصممة الأزياء (جميلة) أنها تلقت بعد انتصار الخضر طلبات عديدة من زبوناتها لتصمم لهن فساتين لواجهن باللون الأخضر، فيما أرادت إحدى الموظفات في شركة خاصة، أن تخيط لها 3 بدلات بدرجات مختلفة من اللون الأخضر، معبرة لها عن الرغبة الجامحة لهذا اللون. الشروق تحدثت لبعض المختصين النفسانيين لإعطاء صورة حول الألوان التي تميل لها الشخصية الجزائرية، فصرحت الأخصائية النفسانية (سهيلة .ب)، أن الجزائريين يميلون بطبيعتهم للون البني والأسود في الشتاء بحكم البيئة والظروف الاجتماعية، كما يميلون للون الأحمر، والأبيض والأزرق سواء في ديكورات بيوتهم أو في ألبستهم في مختلف فصول السنة، ويعني الأحمر لديهم التفاؤل، حرارة حب الوطن، والأبيض السلام والإسلام، الطهارة، و يكثر هذا اللون في المناسبات الدينية. أما الأزرق فهو لون تميل له خاصة النساء وهو الرومنسية ورهافة إحساس المرأة الجزائرية، وأيضا رمز من رموز الرجل الترقي في صحراء الجزائر.