وافقت الحكومتان الجزائرية والقطرية خلال انعقاد أشغال اللجنة المشتركة بين البلدين برئاسة الوزير الأول الجزائري أحمد أويحيى، ونظيره القطري، الشيخ حمد بن جاسم بن جابر آل ثاني، على تأسيس شركة قابضة، برأسمال أولي قيمته 50 مليون دولار، لتطوير المشاريع المختلطة التي ستقام في البلدين وفي دول ثالثة. * وكشف الشيخ فيصل بن قاسم بن فيصل آل ثاني، رئيس مجلس إدارة مجموعة الفيصل القابضة، ورئيس رابطة رجال الأعمال القطريين، في تصريحات ل"الشروق"، أن رأس مال الشركة القابضة الجديدة سيتم توسيعه في مرحلة ثانية إلى 500 مليون دولار بغرض تمويل مشروعات ضخمة في القطاعات الاقتصادية المختلفة التي تحتاج إليها الجزائر بشكل عاجل وفي مقدمتها إنشاء مصانع لإنتاج الطاقة الكهربائية وتحلية مياه البحر وإنتاج الإسمنت بكل أنواع ومواد البناء، بالإضافة إلى بناء مصنع للألمونيوم والأسمدة، ومشاريع في القطاع الزراعي لتغطية الطلب المحلي والتصدير إلى السوق القطرية وأسواق الخليج العربي، فضلا عن إقامة مشاريع في القطاع السياحي والفندقي وقطاع العقارات السكنية ومكاتب الأعمال. * وقال الشيخ فيصل بن قاسم، إن رأسمال الشركة القابضة سيكون موزعا بين رجال الأعمال من البلدين على أساس قوانين الاستثمار الجزائرية الجاري العمل بها، والتي تنص على احتفاظ الطرف الجزائري بنسبة 51٪ مقابل 49٪ للطرف القطري، مضيفا أن الحكومة القطرية ورجال الأعمال من القطاع الخاص القطري لا يجدون حرجا في قبول هذه القوانين. * وتابع الشيخ فيصل بن قاسم، أن المشاريع التي سيتم دراستها وتجهيزها ستطرح للتنفيذ مباشرة من قبل شركات قطرية وجزائرية وبرأسمال منفرد أو مشترك بين الطرفين، مضيفا أنه يأمل في مساهمة الحكومتين الجزائرية والقطرية في رأس مال الشركة بمعدل 20 % لكل طرف ويتكفل القطاع الخاص من البلدين ب60 % الباقية، مما يسمح للشركة بتنمية مواردها واستثمار أموال المساهمين في "الشركة القابضة الجزائرية القطرية". * وأوضح الشيخ فيصل بن قاسم، أن شركات قطرية متخصصة في الزراعة قررت إقامة مشاريع زراعية متكاملة في الجزائر، ستتخصص في إنتاج وتغليف وتعليب وتبريد ونقل وتصدير الخضار والفواكه والحليب واللحوم والحبوب والتمور الجزائرية التي تمتاز بجودتها العالية المعروفة على صعيد منطقة البحر الأبيض المتوسط وأوروبا بكاملها، وستقوم الشركة بتزويد السوق القطرية والخليجية بهذه المنتجات عن طريق خطوط جوية مباشرة. * وقال الشيخ فيصل بن قاسم، إن شركة قطر للصناعات التحويلية تبحث مع الطرف الجزائري شروط إنشاء مصنع كبير للإسمنت والجبس ومواد البناء، بطاقة إنتاجية ضخمة لتزويد السوق الجزائرية التي تعرف حالة عجز شبه دائمة في مجال الإسمنت ومواد البناء، فضلا عن تصدير مادة الإسمنت نحو الأسوق الأوروبية مستفيدة من مزايا اتفاق الشراكة بين الطرفين. * من جانبه، كشف رئيس الغرفة الجزائرية للصناعة والتجارة إبراهيم بن جابر، أن رجال الأعمال القطريين الذين استقبلهم بمطار العاصمة الجزائر، عبروا له عن استعدادهم لإقامة مشاريع استثمارية هامة في القطاعات الصناعية والخدمية وفي قطاع الفلاحة.