المدرسة العليا للصحافة لم تمر سوى بضعة اسابيع على بداية الدراسة في المدرسة الوطنية العليا للصحافة التي أنشئت حديثا حتى بدأت تتعالى الاحتجاجات على الفوضى العارمة في هذه المؤسسة التي من المفروض ان تكون صحفيين وباحثين في المجال الإعلامي يؤطرهم دكاترة وليس حاملو شهادات ليسانس من صحفيين مفرنسين. * المفاجأة الكبرى لطلبة الماستر في المدرسة العليا للصحافة كانت عندما اكتشفوا قائمة الأساتذة، حيث تبين أن المكونين ليسوا من الأساتذة الحاصلين على شهادة الدكتوراه كما يفترض أن يكون ولكن أساتذة بلا خبرة ناقشوا مذكرة الماجستير قبل بضعة أشهر، والأغرب من كل هذا وجود صحفيين لا يملكون مؤهلات التدريس، وبالإضافة إلى أن هؤلاء غير مؤهلين لتدريس طلبة ماستر، فإنهم سمحوا لنفسهم بفرنسة الجامعة الجزائرية بعد ما دفع أجيال من الطلبة الثمن غاليا من أجل تعريبها وأصبحت الفرنسية هي اللغة الوحيدة في هذه المدرسة، حتى أن أحد الطلبة علق على ذلك قائلا "الدولة صرفت الملايير من أجل هذه المدرسة وسلمتها للمفرنسين". * وحتى بعض الأساتذة المحترمين وجدوا انفسهم مجبرين على التدريس باللغة الفرنسية، بينما بذلوا جهدا كبيرا منذ سنين طويلة من أجل التحول الى العربية، ولعل خير مثال على ذلك الاستاذ الدكتور عبد السلام بن زاوي الذي كان يدرس مادة القانون الدستوري باللغة العربية في كلية الاعلام واذا به اصبح يدرس باللغة الفرنسية بحجة ان من بين الطلبة أطباء ومهندسين درسوا في الجامعة بالفرنسية. * ودفع هذا الوضع الكثير من الأساتذة الأكفاء الى هجرة جماعية من المدرسة بعد ما ضحوا بكثير من وقتهم للسهر على انطلاقتها انطلاقة جيدة، لكنهم اكتشفوا تلاعبات كثيرة في اختيار الأساتذة وحتى في مسابقة قبول الطلبة التي شابها الكثير من الشبهات المتعلقة بقبول صحفيين من التلفزيون وبعض الصحف الكبيرة رغم انهم لا يتوفرون على الشروط المطلوبة. * وكان من بين الشروط ان يكون الطالب قد اجتاز امتحانات الليسانس في دورة جوان، أي دون المرور على الامتحانات الاستدراكية، وهذا الشرط غير متوفر في كل الطلبة المقبولين مما حرم طلبة نجباء من الدراسة. * وزيادة على المشاكل البيداغوجية، تعاني مدرسة الصحافة من حالة إهمال تام، إذ رغم أن البناية حديثة، إلا انها فقدت كل بريقها من خلال أكوام القاذورات التي تقابل الطلبة كل صباح والمراحيض المحطمة والمصاعد التي لا تعمل الا بإرادة * أعوان الأمن المنتشرين بقوة في كل ركن لدرجة تزعج الطلبة. * وتقول مصادر مطلعة ان مدرسة الصحافة راحت ضحية لوبي اليساريين الذين يهيمنون على الصحافة المفرنسة والذين أصبحوا يجدون معاناة كبيرة في العثور على صحفيين يكتبون باللغة الفرنسية ونجحوا في الاستحواذ على مدرسة بأكملها لتكوين أجيال تضمن عدم انقراض لغة مولير. * وحسب نفس المصادر، فإن وزارة التعليم العالي تفكر في إجراء تعديلات جذرية في هيكلة المدرسة وقد تضطر الى إقالة المدير بعد ما خالف القانون من خلال تدريس العلوم الانسانية باللغة الفرنسية وتوظيف اساتذة مؤهلاتهم في الكتابة وليس التدريس، إضافة إلى سوء التسيير الذي أدى إلى تدهور الحالة العامة للمدرسة بعد شهور قليلة من افتتاحها.