تعتقد الأطراف الداعية التي التصويت بالورقة البيضاء بدل خيار المقاطعة، أنها "نجحت نوعا ما" في خيارها، وبين متخوف من زيادة عدد "الصامتين" و"منتش" بذلك، تم الاتفاق على ضرورة أن يفهم "أصحاب الباب العالي" رسالة أزيد من مليون مصوت بالورقة البيضاء. يشرح رئيس جبهة التغيير عبد المجيد مناصرة، الذي اتخذت حركته خيار التصويت الأبيض بدل المقاطعة، الرمزية والرسالة ذلك بالخيار، وقال للشروق "هنالك فئة متمسكة بالديمقراطية ولكنها غير راضية عن الطريقة وعلى التزوير المبرمج"، ولهذا لجأت إلى خيار الورقة البيضاء لتبعث برسالتها وهي أنها "محتجة ورافضة"، ويرد الوزير السابق للصناعة في فترة زروال وبوتفليقة، بالإيجاب على سؤال هل ارتفاع نسبة الأوراق البيضاء نتيجة طبيعية لخيار جبهة التغيير بالتصويت الأبيض، ويشرح "موقفنا ساهم في ارتفاع نسبة الأوراق البيضاء، فقد طلبنا من الجزائريين أن يشاركوا برأيهم بدل أن تعبر الإدارة عن رأيهم وأن لا تصوت جهات خفية في مكاني""، ويستطرد "نحن لا نستثمر في هذه الأوراق لوحدنا". ويبدي عبد المجيد مناصرة "بعض اللائمة" على خيار المقاطعة التي تبنته عدة أحزاب لاسميا ذات التوجه الإسلامي كما هو الحال مع حمس والنهضة، وينفي أن تكون ارتفاع نسبة المقاطعة نتيجة لخيار الأطراف السابقة، وأوضح قائلا "أنا احترم الآراء السياسية، لكن في الميدان الذي يقاطع فلا بديل له، وعلينا التأكيد أن العزوف الانتخابي موجود وليس نتيجة للدعوة مع المقاطعين، فالأحزاب المقاطعة شاركت في التشريعيات السابقة وسجل حينها نسبة مشاركة 42 بالمئة وهي أقل بكثير عن النسبة المسجلة في انتخابات الخميس". ويعتقد رئيس جبهة التغيير، أن الرسالة التي وجهها أصحاب الورقة البيضاء إلى السلطة، يجعلها مطالبة بالاستجابة السريعة في ظل الوضع المتوتر والاضطرابات الاجتماعية، ليرمي السلطة بتهمة "الغباء" في حالة عدم فهمها الرسالة. أما الطرف الثاني الذي نادى بالتصويت بالورقة البيضاء، حزب الحرية والعدالة، فأبدى عدم ارتياحه من ارتفاع نسبة المصوتين بالورقة البيضاء، وقال محمد السعيد للشروق "لسنا مرتاحين، لأن ارتفاع هذه الشريحة، دليل على أن التغيير لم يأت والتغيير السلمي لم يأت"، وعاد محمد السعيد، بعد ما نفى علمه أن يكون موقفهم قد ساهم في زيادة نسبة المصوتين بالوراق البيضاء، ليشرح أسباب الخيار "أردنا تبليغ رسالة أننا لسنا مقتنعين بالطريقة التي تعتمدها السلطة". وفي تعليقه على الانتخابات الرئاسية، قال حزب محمد السعيد في بيان، أن الرئاسيات انتهت بتكريس ما عهده الشعب في الاستحقاقات الانتخابية السابقة من تعميق ما أسماه الحرية والعدالة الانسداد السياسي، وتفاقم الأزمة الأخلاقية التي -كما قال- ظهرت جليا في استعمال المال الفاسد على نطاق واسع، كما استبعد المتحدث إمكانية التغيير بالوسائل المتاحة انطلاقا من النتائج التي أعلنت عنها وزارة الداخلية، كونها يقول محمد السعيد أحدثت شرخا في تماسك المجتمع.