كشف نواب وأعضاء مجلس الأمة ورؤساء المكاتب الولائية المستقيلون من حزب تجمع أمل الجزائر "تاج" أول أمس، أنهم بصدد التحضير لتأسيس حزب سياسي جديد على أنقاذ تشكيلة الوزير عمار غول بحجة كما يقولون أنه "تجاوزتها الأحداث" بفعل الأخطاء التي تغرق فيها القيادة ورفض مقترحات الإصلاح من الداخل. وقال مؤسسون ونواب ينتمون إلى ولايات تلمسان وسيدي بلعباس وسوق أهراس والعاصمة إنهم بصدد فتح حوار حقيقي مع إطارات وكوادر "تاج" من أجل توضيح مبررات تأسيس الحزب الجديد. وكانت الاستقالات قد توالت أول أمس من حزب تجمع أمل الجزائر "تاج" سواء من النواب أو أعضاء مجلس الأمة والعديد من المؤسسين الأوائل للحزب، عقب فصل النائب أحمد لطيفي على خلفية حادثة المناوشات التي وقعت بينه وبين رئيس الكتلة كمال عبازي داخل قبة البرلمان. من جهته قرر المكتب السياسي لتجمع أمل الجزائر فصل النائب في البرلمان والعضو المؤسس والقيادي في الحزب أحمد لطيفي من صفوف الحزب، فيما ينفي لطيفي الواقعة التي أكد أنه تم الاستثمار فيها وتلفيق الاتهامات له لتبرير استقالته من "تاج" التي قدمها قبل شهر. وأصدر المكتب السياسي ل"تاج" أمس الأول، بيانا أعلن فيه فصل "أحمد صالح لطيفي" من صفوفه، بعد الاستماع للنائب المفصول ورئيس الكتلة كمال عبازي، إثر الحادثه التي وقعت بمقر المجلس الشعبي الوطني الثلاثاء الماضي بين الرجلين. وحول الحادثة يؤكد النائب كمال عبازي ل"الشروق"، أنه خلال ظهيرة الثلاثاء الماضي، دار بينه وبين النائب لطيفي حديث بشأن الوضع الداخلي للحزب، بمقر كتلة تاج بالغرفة السفلى للبرلمان، قائلا:"لما رأيت بأن النقاش سينحرف، قلت للطيفي أنا سأنسحب حتى لا تتطور الأمور، وفور خروجي من القاعة فوجئت به وهو يعتدي علي بالضرب ويصفني ب"العبد الأسود". من جهته قلل النائب "أحمد لطيفي" من شأن قرار فصله من صفوف تاج، واعتبر القرار إجرائيا مطعون في شكله قبل مضمونه، كون المكتب السياسي هيكل تنفيذي وفقط، وقرارات الفصل في مثل هذه المواضيع من صلاحية اللجنة التأديبية، وقال لطيفي "قدمت استقالتي من الحزب قبل الحادثة بشهر كامل لأسباب جوهرية، غير أن "غول" رفض قبولها، وأوفد لي وسيطا ليقنعني بالتراجع عن استقالتي"، مبررا إصراره على الاستقالة، بانحراف الحزب عن الأهداف التي تأسس من أجلها، ومضمون المواثيق التي قال إنها تجسد الديكتاتورية بالمعنى الصحيح، وكيفية تسيير الحزب الذي قال إنه كان مشرعا مخيبا للآمال . وبشأن الحادثة، قال لطيفي "هو مجرد خلاف، والمشكل بيني وبين رئيس حزب تاج "عمار غول"، "وعبازي أراد أن يقحم نفسه فيما لا يعنيه"، نافيا جملة وتفصيلا تعديه بالضرب على زميله في الحزب وفي البرلمان، قائلا:"لم أقل عنه عبدا وأسودا لأن ذلك ليس من أخلاقي"، متهما قيادة تاج بالسعي لتوجيه الأنظار عما يحدث بداخله، موضحا بأن المشكل مطروح مع رئيس الحزب، "لكن ليس كشخص، وإنما لأسباب تنظيمية محضة "، "وهم يريدون تحويل الخلاف إلى موضوع آخر"، ويعيب لطيفي على المسؤول الأول لتاج عمار غول انفراده بالرأي، وعدم العودة إلى مؤسسات الحزب قبل اتخاذ أي قرار، ما دفعه إلى تقديم مشروع يتضمن ستة بنود، رفقة العضو القيادي محمد جمعة، مضمونه إصلاح الحزب، "غير أن كافة المحاولات باءت بالفشل"، مشيرا إلى أن استقالته من الحزب ليست الوحيدة وضرب مثلا عن فقدان الكتلة البرلمانية لنوابها وتراجع عددهم من 43 نائبا إلى 13 نائبا فقط.