اعتبر رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري سياسة التقشف التي دعت إليها الحكومة، لمواجهة تداعيات تراجع أسعار البترول، "إعلان فشل مرحلة تمتد طيلة 15 سنة كاملة"، وتوقع أن تلجأ الجزائر إلى المديونية، حيث نصح بالإسراع للقيام بذلك "مادامت البلاد تتوفر على رصيد مالي والمفاوضات ستكون سهلة، أما إذا تأخرنا بعد تراجع المداخيل أكثر فستكون المديونية مكلفة جدا". هاجم مقري، أمس، خلال إشرافه على افتتاح اللقاء السنوي لهياكل الحركة بالعاصمة، إجراءات التقشف التي دعا إليها الوزير الأول عبد المالك سلال، ووصفها ب"إعلان فشل"، وقال "تعهد النظام منذ 15 سنة بتحرير البلاد من التبعية للمحروقات، ولكن بعد هذه المدة تأتي الحكومة لتطالب بالتقشف"، مضيفا "هذا الكلام من المفروض أن يصدر عن رئيس جمهورية جديد، لم يكن مسؤولا عن المرحلة السابقة"، وتساءل "من المسؤول عن 15 سنة مضت، هل الوطنية تسمح بهذا؟"، داعيا النظام لاستغلال ما بقي من موارد لتحقيق التنمية وبناء اقتصاد متطور وحكم راشد، محذرا في ذات الوقت من مواصلة طريق الفساد والجهوية والغش والنهب وهو ما سيؤدي إلى ما لا تحمد عقباه" ويرى مقري أن التعديل الحكومي المرتقب لن يغير شيئا، معتبرا أن المشكلة ليست في تعديل الحكومات، وإنما في غياب رؤية، وقال "كم من حكومة جاءت ثم غادرت ولم يتغير شيء"، مؤكدا أن "النظام لا يملك رؤية لا سياسية ولا اقتصادية، ولذلك نحن ندعوه بعد الفشل الذي وقع فيه خلال 15 سنة لقبول أرضية تنسيقية الانتقال الديمقراطي لبناء معا رؤية من أجل الجزائر". ورجع مقري في كلمته إلى تبرير أسباب انسحاب حركة حمس من الحكومة، قائلا: "الحركة نزيهة، وما يثبت ذلك هو أنها حاولت إصلاح النظام السياسي من الداخل، ولما عرفت بأن ذلك مستحيل تحملت المسؤولية وانسحبت من الحكومة"، ودعا المسؤولين في السلطة للانسحاب اقتداء بالحركة، متعهدا بعدم محاسبتهم أو متابعتهم قضائيا، لأن المعارضة لا تريد حسابات أو فتح ملفات، وإنما تسعى لانتقال ديمقراطي سلمي. وبخصوص استغلال الغاز الصخري، أكد رئيس حركة حمس أن الحكومة ليس من حقها حفر الآبار دون موافقة المواطنين وسكان الجنوب عامة، لأن ذلك مرتبط أساسا بالبيئة والمحيط، وعبر عن دعم ومساندة الحركة لسكان عين صالح الذين انتفضوا ضد هذا المشروع، وقال "فرنسا جربت فيهم النووي والحكومة تجرب فيهم الغاز الصخري!". وانتهز مقري المناسبة للرد على تصريحات سعيد سعدي ضد بعض الشخصيات التاريخية، مشيرا إلى أنه "لا يوافق على تخوين الشخصيات الوطنية الكبيرة، وبالمقابل يمكن أن نتحدث عن أخطاء وقعوا فيها دون شك لأنها ثورة عظيمة وملهمة لم ترق إلى مستواها لحد الآن أي ثورة، ولكن فيها بشرا يصيبون ويخطئون، ويمكن تقييم هذه الأخطاء من خلال الدراسات العلمية والتوثيق التاريخي ولا حرج في ذلك. وندد مقري بالاعتداء على مقر جريدة "شارلي ايبدو" الفرنسية ووصفها بالجريمة البشعة التي لا يقبلها الدين والعقل والمنطق وهي تهديد للمسلمين في فرنسا والعالم بأسره.