يعقد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، غدا الخميس، لقاء طارئا مع أمناء المحافظات، في خطوة لاحتواء حالة التململ التي يعرفها الحزب العتيد مؤخرا، وقطع الطريق على الخصوم وعلى رأسهم الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم الذي عاد اسمه إلى الواجهة هذا الأسبوع. وأورد الحزب، في بيان مقتضب عبر موقعه الإلكتروني، أن عمار سعداني سيعقد اجتماعا مع الأمناء العامين للمحافظات بفندق الأروية الذهبية ببن عكنون الجزائر العاصمة، دون تقديم تفاصيل عن مضمون اللقاء، غير أن مصادر من داخل الحزب تفيد أن الاجتماع يدخل في إطار التحضير للمؤتمر العاشر، حيث ينتظر أن يقدم فيه سعداني تعليمات للحضور، بشأن النشاط الولائي كما أنه سيعطي إشارة الانطلاق في التحضير للمؤتمر العاشر. وكان عمار سعداني، قد فاجأ مناهضيه من خلال توسيع المكتب السياسي إلى عضوين آخرين، كلفهم بالتحضير للمؤتمر العاشر، ويتعلق الأمر بتعليمة تتضمن تكليف مستشاره المكلف بالعلاقات الخارجية يحيى حساني، جمال بوراس، الذي كلفه بمهمة الإشراف على اللجان التحضيرية للمحافظات بفرنسا وبعض الدول الأوروبية، بعد ما قام بتكليف كل من الوزير السابق جمال ولد عباس والنائب محمد جميعي بمهمة الإشراف على عمليات تنصيب اللجان التحضيرية بالولايات الشرقية، كما كلف رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الطاهر خاوة وعضو المكتب السياسي عبد القادر زحالي بمهمة التنسيق مع نواب غرفتي البرلمان، كما كلف أربعة أعضاء من المكتب السياسي بمهمة الإشراف على تنصيب اللجان التحضيرية ب 25 محافظة. وتأتي تحركات سعداني، في سياق تحركات أخرى، يقوم بها عبد العزيز بلخادم، من خلال اجتماعه بأكثر من خمسين عضوا في اللجنة المركزية ونواب بالبرلمان ووزراء الحزب السابقين، لمناقشة الأزمة التي يتخبط فيها الحزب، في وقت تفيد تسريبات بلقاءات حظي بها الأمين العام السابق في رئاسة الجمهورية يجهل فحواها، إلى جانب تحركات مناوئي القيادة الحالية بقيادة عبد الرحمن بلعياط، التي تشهد تقدما ملحوظا من خلال جمع توقيعات أعضاء اللجنة المركزية للمطالبة بدورة استثنائية للجنة المركزية. وطالب قبل ثلاثة أيام أعضاء من اللجنة المركزية للأفلان يوصفون بعقلاء الحزب العتيد، بضرورة عقد دورة طارئة "مسؤولة" للجنة المركزية تكرس لتدارس الأوضاع التي تمر بها البلاد، وتتخذ مواقف حازمة وشفافة من كل القضايا المطروحة وترسم خارطة طريق، "تبين مسالك السير نحو المؤتمر العاشر لتفادي الأطروحات العقيمة التي يتمرس خلفها الفرقاء ويدعي كل طرف امتلاكه الشرعية".