التحرك السريع لسعداني مؤشر قوي على حصوله على الضوء الأخضر من السلطات العليا كلف عمار سعداني الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أعضاء المكتب السياسي بالإشراف على تنصيب لجان المحافظات بولايات الوطن بتداء من تاريخ اليوم الأحد. وستتولى هذه اللجان مهام التحضير للمؤتمر العاشر الذي مازال لم يحدد تاريخه بعد لحد الساعة ولايزال علمه عند الباب العالي وفقط. ذهب سعداني إلى السرعة القصوى في الرد على خصومه السياسيين في الحزب الذين يقودهم الأمين العام السابق للحزب عبد العزيز بلخادم والرافضين انفراد القيادة الحالية للجبهة بالتحضير لانعقاد المؤتمر العاشر، حيث كلف أعضاء المكتب السياسي وبعض المقربين منه في مقدمتهم محمد جميعي ويحيى حساني والوزير السابق جمال ولد عباس بالإشراف على تنصيب لجان المحافظات التي ستتولى تحضير المؤتمر عبر جميع محافظات الحزب في48 ولاية. وهي الخطوة التي فهم منها أن الرجل تحصل على موافقة السلطات العليا للبلاد بعقد المؤتمر قبل شهر رمضان المبارك، فيما استدل خصومه على أن خطوة سعداني بتكليف أعضاء مكتبه السياسي بالإشراف على تنصيب لجان المحافظات التي ستتولى التحصير للمؤتمر، ما هي إلا خطوة انفرادية من الأمين العام الحالي الذي أصيب بالارتباك بعد الاجتماع غير الرسمي الذي عقده بلخادم ببيته بنادي الصنوبر وحضره أزيد من 50 عضو لجنة مركزية وبالتالي أراد تفعيل ورقة المؤتمر ومن ثمة وضع السلطات العليا أمام الأمر الواقع. غير أن مؤيدي سعداني يكذبون هذا الطرح ويستبدلونه بآخر وهو أن الرجل الثالث في الدولة سابقا لا يمكنه التحرك ومباشرة إجراءات تحضير المؤتمر دون أخذه موافقة السلطات العليا وتحديدا رئيس الحزب خاصة أن الرجل التقى الخميس الفارط الوزير الأول عبد المالك سلال ووزير الداخلية طيب بلعيز، ومن المؤكد أن جدول أعمال اللقائين كان تاريخ المؤتمر العاشر وخلاصته أنه سيكون بيد من هو فوق سلال وبلعيز. وفي الوقت الذي يتوقع فيه خصوم سعداني تعرضه لضربة قاضية في الأيام القادمة من السلطات العليا بحرمانه من الحصول على ترخيص عقد المؤتمر، ترى جماعة الأمين العام الحالي أن التاريخ سيحدد في مدة لا تتعدى الأسبوعين وسيعلن في وقته من طرف سعداني نفسه. تجدر الإشارة إلى أن حربا كلامية نشبت بين عمار سعداني وعبد العزيز بلخادم نهاية هذا الأسبوع بعدما وصف سعداني بلخادم بخادم أسياده ولا يتحرك إلا بمهماز، فيما كان رد بلخادم بأنه لا ينزل إلى مستوى هذا الكلام مطالبا سعداني بكشف هؤلاء الأسياد إن كانت له الشجاعة. وكان سبب هذه الحرب الكلامية بين الرجلين هو دعوة المستشار الخاص السابق للرئيس أزيد من 80 مدعوا من بينهم 50 عضو لجنة مركزية وهو الاجتماع الذي أكدة السيناتور بوعلام جعفر وكشف كل ما دار فيه بالتفصيل الثلاثاء الفارط في حصة بوضوح على قناة البلاد.