كما كان متوقعا، انتخب أحمد أويحيى كأمين عام بالنيابة لحزب التجمع الوطني الديمقراطي بالأغلبية الساحقة خلال أشغال دورة المجلس الوطني المنعقدة أمس، وهي الدورة التي وجه أويحيى من خلالها رسائل لخصومه ومؤيديه على حد سواء، وسط هتافات وصيحات باسمه وزغاريد النسوة، ودعا إلى تأسيس قطب سياسي جديد محوره رئيس الجمهورية ويضم الأفلان وحزب تاج والحركة الشعبية الجزائرية، وجدد دعمه غير المشروط لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. وفي السياق، افتتحت أشغال الدورة العادية الرابعة للمجلس الوطني للأرندي بتعاضدية عمال البناء بزرالدة بإثبات شغور منصب الأمين العام المستقيل والذي كان غائبا عن أشغال الدورة، حيث ترأس الجلسة أبو عبد الله غلام الله، ليقرأ رئيس الكتلة البرلمانية محمد قيجي لائحة تقترح انتخاب أحمد أويحيى كأمين عام بالنيابة للحزب إلى غاية المؤتمر الاستثنائي. وتعالت الأصوات والهتافات المنادية بأويحيى فور ذكر اسمه من طرف محمد غلام الله ومحمد قيجي، ووقف الحضور مصفقا وهاتفا بعبارة "أويحيى أويحيى" قبل أن تتعالى زغاريد النسوة ابتهاجا بتصويت الأغلبية لصالح انتخاب أويحيى أمينا عاما بالنيابة.
لست هنا من أجل الانتقام بعدها استدعي أحمد أويحيى ليترأس أشغال دورة المجلس الوطني، حيث استهلها بكلمة قدم فيها الشكر ونوه بجهود الأمين العام المستقيل عبد القادر بن صالح، وقال "أنوه بجهود الرئيس المؤسس للحزب في انتظار وجوده معنا في الدورة المقبلة وسنحتفي به أخا عزيزا دوما". ووجه أويحيى رسائل واضحة لمعارضيه السابقين أو ما يعرفون بوجوه الحركة التصحيحية، مفادها أن عودته ليست بدافع الانتقام والإقصاء والتهميش، وقال في هذا الصدد "كنت ومازلت وسأظل أخا ورفيقا دون التمييز بين المقامات والدرجات"، وتابع "وأكثر من ذلك بدون ذهنية انتقامية أو إرادة تهميش وإقصاء، لأن المهمة الأساسية هي رص الصفوف"، وأردف "وعليه فإني أمد يدي لكل المسؤولين ولجميع الإطارات للعمل سويا". وحاول أويحيى كذلك إعطاء الانطباع أن الأقوال تتحول إلى أفعال بخصوص عدم رغبته في الانتقام، حيث أدرج اسم الطيب زيتوني الوجه البارز في الحركة التصحيحية، ضمن تشكيلة الأمانة الوطنية للحزب التي جرى تعديلها من طرف أويحيى، في حين شوهدت نورية حفصي من بين الحضور في الصفوف الأولى للقاعة.
لا أنتمي إلى أي طائفة أويحيى اجتهد في تلاوة نص الكلمة وعدم الخروج عنه، لكنه ارتجل وخرج عن نص الكلمة المكتوبة حين قدم رسائل لمن يصفونه بأنه محسوب على جهة ما في النظام، وقال "أنتم تعرفونني، أنا لا أنتمي ولم أنتم يوما إلى أي طائفة كانت ولم انتم يوما"، وأضاف "أنا انتمى إلى الوطن والحزب وبشرف". وعرج أويحيى على قضية دعم الرئيس بوتفليقة، وقال "سنكون إلى جانب الأخ المجاهد عبد العزيز بوتفليقة بمساندة غير مشروطة من اجل تنفيذ برنامجه وإنجاح الورشات التي فتحها"، وتابع "نحن معك وسنظل معك"، مضيفا أن الحزب يعلن دعمه للحكومة، لأنه ليس معقولا أن نكون طرفا فيها وننتقدها، وقال "الأغلبية اللي ما تمشيش مع حكومتها واش راهي أدير"، وأوضح أن الأرندي مستعد لأن يكون طرفا في جميع الحوارات السياسية في البلاد مع احترام جميع الأطراف.
قطب سياسي جديد مع الأفلان وتاج وال"أم.بي.أ" وفي ختام كلمته، دعا أحمد أويحيى إلى تشكيل قطب سياسي جديد على شاكلة التحالف الرئاسي لسنتي 99 و2003، يكون محوره دعم رئيس الجمهورية وتقوية صوت الأغلبية، حيث وجه دعوته إلى الأحزاب التي قال بشأنها أنها تشاركه الخيارات السياسية الجوهرية إلى تشكيل هذا القطب. وخص أويحيى بالذكر 3 أحزاب هي جبهة التحرير الوطني وتجمع أمل الجزائر تاج والحركة الشعبية الجزائرية "أم.بي.أ"، ودعاها إلى التشاور والعمل على تأسيس هذا القطب. وقبل رفع الجلسة الصباحية، أعلن أويحيى عن تعديل جزئي في قائمة أعضاء الأمانة الوطنية التي تضم 20 عضوا، والتي ضمت الطيب زيتوني رغم كونه من وجوه الحركة التصحيحية التي أطاحت بأويحيى، حيث وحين ذكر اسم الطيب زيتوني، قال "الطيب زيتوني تاع العاصمة" حتى يفهم الحضور أن الأمر يتعلق بأحد معارضيه وليس بوزير المجاهدين. وضمت القائمة كلا من محمد الشريف عباس وعبد السلام بوشوارب وصديق شهاب وخالدي بومدين ومحمد العيد قاسم ونوارة جعفر ومحمد قيجي وفوزية بن سحنون ومحمد مباركي وعلى رزقي وبوجمعة طورشي ورتيبة عياد وعزالدين ميهوبي وفاطمة قاسمي والطيب زيتوني ونادية لوجرتيني وبكير قارة عمار وعلي حسكر وبلعباس بلعباس ومنذر بوذن. وغابت أسماء قيادية بارزة في التجمع عن أشغال الدورة على غرار شريف رحماني وأبو بكر بن بوزيد ويحيى ڤيدوم الذي استقال من الحزب، بينما حضرت وجوه من الحركة التصحيحية على غرار الطيب زيتوني ونورية حفصي.