أكد مصدر مطلع من داخل تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي أن رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور، أطفأ نار الفتنة التي اشتعلت بين رئيس حمس، عبد الرزاق مقري، ورئيس جبهة الحرية والعدالة، عبد الله جاب الله، عقب جلسة حوار مع أحمد أويحيى بقصر المرادية فهمت على أنها "خيانة للمعارضة". ورافع بن بيتور، الذي حل ضيفا على الشيخ جاب الله، الخميس الفارط على ضرورة صمود المعارضة وعدم تأثرها بالأمور الجانبية التي تمحو آثار سنة كاملة من المطالب التي ترفعها المعارضة في وجه السلطة على رأسها تشكيل هيئة مستقلة لتنظيم ومراقبة الانتخابات. وأفاد المصدر أن بن بيتور استطاع بعد جهد إقناع جاب الله، بعدم الانسحاب من تنسيقية المعارضة التي وصف تكتلها بأنه "معجزة" بسبب حرب الزعامات التي غالبا ما تخرج إلى العلن أبرزها بين حركة حمس وجبهة العدالة والتنمية. وكانت أزمة قد نشبت بين الرجلين الإسلاميين عقب اللقاء الأخير الذي جمع عبد الرزاق مقري وأحمد أويحيى، كادت أن تعصف بقطب المعارضة التي تؤكد أنها استطاعت في لحظات ما أن تحرج السلطة بمطالبها التي ترفعها عقب كل اجتماع. وانتهت حلقة الأزمة باعتذار الحمسي عبد الرزاق مقري من زملائه في المعارضة وحتى الصحافة التي تناولت لقاءه مع أويحيى وذلك الجمعة الفارط في كلمة افتتاحية لأشغال مجلس الشورى وتراجع جاب الله عن الانسحاب من قطب المعارضة.
لكن اللافت أن حركة حمس أجرت تعديلات على مكتب مجلسها الوطني شملت خمس أمانات، أبرزها الأمانة الوطنية للإدارة والمالية التي عين على رأسها مالك قراري خلفا لجعفر شلي، في حين حُول زين الدين طبال من الأمانة الوطنية للإعلام والاتصال إلى الأمانة الوطنية للجالية، وتم تعيين سفيان بن زكري في الأمانة الوطنية للشباب والعمل الجمعوي.