وزير المجاهدين شريف عباس بعد عمر طويل من العطاء إبان الثورة التحريرية وبعدها، انتقل إلى رحمة الله المجاهد المرحوم إبراهيم مزهودي، ووري أول أمس الثّرى في جو مهيب بمقبرة الحمامات بولاية تبسة. وكان الفقيد من خيرة الرجال الذين أنجبتهم الثورة، وجاهدوا في الله حق الجهاد، وتعلّم وعلّم، وظلّ طوال حياته موسوعة فكرية ودينية وثقافية نهل منها الكثير من الجزائريين، فاستحقّ أن يكون، رحمة الله عليه، منارة لكلّ الذين عرفوه. في اتّصال مع "الشروق" بابن المرحوم وحيد مزهودي، أكّد أنّ والده رحمة الله عليه، بقي طريح الفراش مدة عشرين يوما ببيته، وكان يرفض رفضا قاطعا دخول المستشفى، حيث كانت تشرف على علاجه والعناية به ابنته الطبيبة. وأضاف نجل المرحوم بأنّ والده طلب عدم نقله إلى مستشفى عين النعجة بالجزائر العاصمة، مؤكدا في ذات السياق"لم تتكفل بوالدي السلطات، ولا عين النعجة رغم أنّه يملك حقا في دخول هذا المستشفى بصفته مجاهدا..، وهو من طلب عدم نقله إلى عين النعجة..لقد كان يرفض دائما العلاج في المستشفيات". وفي رسالة تعزية أرسلها وزير الخارجية الأسبق أحمد طالب الإبراهيمي إلى عائلة الفقيد، وتملك "الشروق" نسخة عنها، عدّد الإبراهيمي مناقب المرحوم الذي اتّصف بالنزاهة والكفاءة والإخلاص والجهاد "تلقيت ببالغ الأسى والحزن نبأ وفاة أخي العزيز الأستاذ إبراهيم مزهودي الذي عاش عزيزا، وشرّف الجزائر بكفاءته ونزاهته وإخلاصه وجهاده إبّان ثورتنا التحريرية وبعد الاستقلال في كلّ المناصب التي تولاّها"، وعزّى الإبراهيمي أسرة الفقيد الصغيرة وأسرته الكبيرة من علماء ومجاهدين. وتجدر الإشارة إلى أنّ المرحوم إبراهيم مزهودي اعتزل النشاطات السياسية، ولم يبد رأيا في الراهن السياسي، بالرغم من أنّه كان من بين وجوه الثورة التحريرية المعروفين، وقد كان عضوا في قيادة الولاية الثانية رفقة زيغود يوسف، كما كان من بين أعضاء الولاية الأربعة الذين مثّلوا الشمال القسنطيني في مؤتمر الصومام وهم زيغود يوسف، عبد الله بن طوبال، عمار بن عودة وإبراهيم مزهودي.