وري التراب جثمان المجاهد محمد مرزوقي "عضو مجموعة ال22 " أمس بعد صلاة العصر بمقبرة سيدي امحمد (الجزائر العاصمة) بعد أن وافته المنية الصباح أمس عن عمر يناهز ال80 سنة إثر مرض عضال· وقد شيعت جنازة الفقيد في جو مهيب بحضور عدد كبير من رفاق الكفاح يتقدمهم وزير المجاهدين السيد محمد شريف عباس إلى جانب شخصيات وطنية ومجاهدين ومواطنين وأسرة المرحوم· وفي كلمته التأبينية استعرض وزير المجاهدين المسيرة النضالية للمرحوم، معتبرا إياه من "الرجال الذين تفتخر بهم الجزائر" وهو "مثال تحتذي به أجيال المستقبل والشباب" · وأشار السيد عباس إلى أن المرحوم " أعطى صورة عظيمة في التضحية والنضال والكفاح والصبر (···) فقد عاش بعد الإستقلال قرابة 47 سنة متواضعا وسط أبناء شعبه وجيرانه وأقرانه" · كما أشاد الوزير بخصال المجاهد وتفانيه في حبه لوطنه ونضاله من أجل تحريره قبل اندلاع الثورة التحريرية وهو ما أهله لأن يختار من بين أعضاء مجموعة ال22 التاريخية التي فجرت ثورة الفاتح نوفمبر المجيدة· من جهته أوضح المجاهد عبد القادر لعمودي أن محمد مرزوقي "كان من المناضلين المخلصين كما كان من المؤمنين بان تحقيق الاستقلال لن يكون إلا من خلال الكفاح المسلح" · بدوره نوه المجاهد لخضر بورقعة بخصال المرحوم ونضاله في سبيل الاستقلال، مشيرا إلى أن "متاعبه مع المرض بدأت منذ سنتين لتشتد خلال الأربعة أشهر الأخيرة" · للتذكير فإن محمد مرزوقي المولود في 4 نوفمبر 1927 بقصر البوخاري (ولاية المدية) انتقل في سن مبكرة إلى الجزائر العاصمة لمتابعة دراسته الابتدائية وقد تمكن بعدها من الالتحاق بالثانوية التقنية للعناصر اثر نجاحه في مسابقة قبل أن يتوقف عن الدراسة لإيجاد عمل بمجال البريد والمواصلات· وانضم الفقيد محمد مرزوقي سنة 1944 إلى حزب الشعب الجزائري ببلكور (محمد بلوزداد حاليا)، حيث أصبح رئيسا للمجموعة واحتك في تلك الفترة بمناضلي القضية الوطنية على غرار احمد بودة والأخضر رباح وأحمد بوقرة· وبإنشاء المنظمة السرية اختير الفقيد عضوا من أعضائها حيث تحصل فيها على تدريب عسكري خاص في استعمال الأسلحة والمتفجرات· وعندما تم الكشف عن وجود المنظمة في مارس 1950 قام المسؤول المكلف بالتنظيم في تلك الفترة محمد تومي بالاتصال بمرزوقي لاطلاعه على الوضع· وتم اطلاع مناضلين آخرين بسرعة مما سمح لهم بتدمير أو إخفاء وثائق هامة واتخاذ احتياطاتهم اللازمة· وقد سمح ذلك الإجراء بتفادي توقيف عدة أشخاص على مستوى العاصمة· وفي سنة 1951 التقى الفقيد بديدوش مراد وزبير بوعجاج اللذين أقنعاه بضرورة مواصلة عمله السياسي وتم تكليفه بفرع الشباب ببلكور· وبعد مرور شهرين عن اندلاع ثورة أول نوفمبر 1954 تم توقيف عدد كبير من المجاهدين من بينهم محمد مرزوقي الذي تعرض لأبشع الممارسات التعذيبية عند استجوابه ليتم إطلاق سراحه خلال مرحلة وقف إطلاق النار في مارس 1962 · وأصبح الفقيد بعد الاستقلال عضوا في اللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني في افريل 1964 ثم مندوبا لفيدرالية الجزائر العاصمة ثم نائبا في سبتمبر 1964 · (واج)