شُيعت مساء أمس، بمقبرة "الحمامات" ( 15 كلم إلى غرب تبسة) في جوّ مهيب، وبحضور شخصيات تاريخية ووطنية، وجمع غفير من مجاهدي المنطقة، وأفراد المجتمع المدني ومئات المواطنين، جنازة الشيخ "ابراهيم مزهودي" الذي وافته المنية مساء أول أمس بأحد مستشفيات العاصمة، إثر مرض عضال، عن عمر ناهز 88 سنة. الشيخ "ابراهيم مزهودي" - المجاهد والعالم والواعظ والدبلوماسي-، ولد بمدينة "الحمامات" في سنة 1922، بعد حفظه للقرآن الكريم، انتقل سنة 1938 إلى زاوية نفطة بالجريد التونسي ومنها إلى جامع الزيتونة، الذي حصل منه على شهادة الأهلية فشهادة التحصيل فالتطويع، ثمّ سافر إلى باريس سنة 1948، أين التحق بجامعة السربون. موازاة مع ذلك أشرف على حركة التعليم العربي بفرنسا بتكليف من جمعية العلماء المسلمين، التي عيّنته مفتّشا عاما لمدارسها بعد عودته إلى الجزائر سنة 1953. يعتبر موسوعة فكرية ودينية وثقافية متنقلة، وكان من أشهر خطباء الجزائر وأفصحهم لسانا، وأبلغهم بيانا، له الكثير من القصائد الشعرية والمقالات والبحوث المنشورة بجريدة "البصائر" وهو من أصدق وأتقى وأفنى رجال الثورة التحريرية ومن أحرص الحزائريين على المال العام، وقد عاش حياته عيشة التقشف والكفاف والعفة والزهّد بالرغم من الإمكانيات المالية التي كانت تحت تصرفه أثناء الثورة وبعدها.