اعتبر المحلل التركي، أستاذ العلوم السياسية، أحمد فارول، أن ما حدث في تركيا، ليلة السبت، هو محاولة يائسة من مجموعة صغيرة وصفها ب"الخبيثة" وليس الجيش كما روج بعض الإعلام. وقال المتحدث، في تصريح خاص ل"الشروق"، إن زعيم هذه الجماعة أدخل عناصره وأتباعه في مؤسسات الدولة، بما فيها الجيش وظنوا أنهم قادرون على الانقلاب، فكانت المحاولة الفاشلة التي تصدى لها الجيش والشعب والشرطة وكل مؤسسات الدولة. وقال إن المتوقع الحالي في تركيا أن يقوم أردوغان والحكومة بإنهاء سيطرة جماعة غولن "الخبيثة"، على حد تعبيره، على الجيش وكل مشارك في المحاولة الفاشلة، وهي ليست محاولة الجيش الذي يتشكل من 700 ألف عنصر، وهذه المجموعة صغيرة، وتم اعتقالهم جميعا من طرف الشرطة. ومن المنتظر أن تنهي الحكومة سيطرتهم في باقي مؤسسات الدولة خلال الأيام القادمة. وتوقع فارول ألا يستغرق الأمر أكثر من أسبوع لإنهاء وجودهم في المؤسسات الحكومية التي زُرعوا فيها، وهؤلاء لا علاقة لهم بالمبادئ، بل جماعة متعاونة مع الصهيونية العالمية. واستبعد فارول أن يكون هناك عفوٌ من الحكومة التركية عن الانقلابيين لأن الشعب لن يرضى، بل كل مشارك في المحاولة يجب أن يلقى مقابل ما فعل، لأنهم قتلوا الناس من البر والجو وسرقوا الطائرات، والحكومة لا تستطيع أن تعفو، لأن الشعب هو من اعتقلهم وهو من يحاكمهم. وهناك مطالب الآن بعودة تنفيذ حكم الإعدام في تركيا لتنفيذه في حق هؤلاء، لأن الشعب– حسبه- يريد التخلص منهم. وقال المتحدث إن هذه الجماعة تستمدّ قوتها من زعيمها، الذي تعتقد أنه "يتلقى الأوامر من الله وهو ناصره ومنّة السماء" لأن زعيم الجماعة لديه قناعة بأن له "علاقة مع الله والرسول والملائكة" ومن يقول له ادخل في النار يدخل. وهو فكر متطرِّف وفاسد، على حد وصفه لكن لحسن الحظ أن أعدادها ليست كبيرة في تركيا. وعن المواجهة التي وقعت بين الشرطة والجيش، قال المحلل التركي إن الأمر ليس شرطة وجيشا، فهؤلاء لا يمثلون الجيش الحقيقي، هذه مجموعة صغيرة وتمّ التصدي لها، والصور التي أظهرت الشرطة يضربون الجيش صحيحة، لكن هؤلاء ليسوا الجيش بل جماعة متطرفة تلبس ملابس الجيش وزُرعت في الجيش، ويجب التخلص منها. وعن علاقة التغيير في السياسة الخارجية لتركيا تجاه سوريا والعراق، مع المحاولة الانقلابية الفاشلة، قال المتحدث إنه يستبعد الأمر، لأن تركيا قررت إعادة النظر في علاقاتها الخارجية، لكن ليس على حساب المواقف والشعوب العربية الإسلامية، فهي لن ترضى بالظلم في سوريا على حد وصفه، فتركيا يعيش فيها 3 ملايين سوري تعمل على توطين بعضهم لاقتحامهم سوق العمل ولم تغير سياستها تجاههم، لكن المرحلة الحالية ستُخصّص للتخلص من الخونة في جماعة غولن وتغيير السياسة الخارجية يعني العمل على حل بعض الإشكاليات العالقة.