ارتفع سعر النفط الخام "مزيج برنت"، الخميس، فوق مستوى 50 دولارا للبرميل لأول مرة منذ ستة أسابيع، وسط توقعات بخفض إنتاج النفط. في أحدث مؤشر عقب انهيار أسعار النفط على مدار العامين السابقين، ارتفع برنت 20 سنتا عن الإغلاق السابق إلى 50.05 دولار للبرميل قبل أن يتراجع إلى نحو 49.75 دولار، كما ارتفع الخام الأمريكي الخفيف 20 سنتا إلى 46.99 دولار للبرميل، وصعد خام برنت المستخرج من بحر الشمال 20 في المائة من مستواه المنخفض في أوائل أوت إثر أنباء عن تأهب منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجين رئيسيين آخرين لبحث تثبيت مستويات الإنتاج عندما يجتمعون في الجزائر على هامش المنتدى الدولي للطاقة الذي يضم المنتجين والمستهلكين في الجزائر خلال الفترة بين 26 و28 سبتمبر الداخل. وفيما تنخفض تكلفة الإنتاج بشكل كبير في بعض الدول الخليجية المصدّرة للخام، فإنّ منتجين آخرين مثل إيران وفنزويلا يحتاجون أسعارا فوق المائة دولار للبرميل لتحقيق التوازن بين إيراداتها ونفقاتها في الموازنة.
دعم أسعار الخام استبعد وزير النفط النيجيري "إيمانويل إيبي كاتشيكو" خفض الإنتاج من طرف منظمة "أوبك"، لكنه رجّح إسهام اجتماع المنتجين المرتقب بالجزائر في دعم أسعار الخام، وقال "كاتشيكو" إنّ إنتاج نيجيريا النفطي هبط إلى 1.56 مليون برميل يوميا مع استمرار هجمات المسلحين التي أدت إلى تراجعه نحو 700 ألف برميل يوميا. لكنه ألقى بظلال من الشك على أي خطط من جانب دول أوبك لإجراء خفض طوعي في إنتاجهم عندما يجتمعون في الجزائر، ونقلت وكالات الأنباء على لسان "كاتشيكو": "هل نقوم بخفض الكميات؟، لا أتوقع ذلك"، لكنه أضاف أنّ جميع الخيارات مطروحة وقد ينجح إجراء آخر. وتابع "هل سيسهم هذا الاجتماع في رفع الأسعار؟، نعم إذا نجحنا في إجراء حوارات مع روسيا والولايات المتحدة والمكسيك"، وعما إذا كان أعضاء أوبك سيجرون محاولة جديدة للاتفاق على تجميد مستوى الإنتاج، أوعز المسؤول النيجيري: "إذا تصافح الأفراد في الكواليس فستكون البداية". وقال محللون إنّ تثبيت الإنتاج عند المستويات الحالية ربما لن يسهم في دعم الأسعار، بينما أبدت المملكة العربية السعودية إشارات على أنها قد تعزز إنتاجها من النفط الخام في أوت ليصل إلى مستوى قياسي جديد حتى في الوقت الذي تستعد فيه لإجراء مباحثات حول مستويات الإنتاج مع المنتجين الآخرين. ويحوم إنتاج روسيا حاليا قرب أعلى مستوياته على الإطلاق عند 10.85 مليون برميل يوميا، علما إنّ موسكو لمّحت إلى أنها لم تعد راغبة في حوار بخصوص تثبيت الإنتاج، وأنها ستواصل زيادة إنتاجها، ومن المتوقع أن يواصل المنتجون في أمريكا الشمالية أيضا زيادة الإنتاج.