جاءت عملية استهداف موقع الشروق أون لاين من قبل قراصنة مصريين لتؤكد المكانة التي أضحى يحتلها الموقع على المستوى العالمي والعربي بصفة خاصة، باعتباره يحتل صدارة مواقع الجرائد العربية على الشبكة العنكبوتية من حيث عدد المتصفحين كما تؤكده إحصاءات الشركات المختصة في هذا المجال. وبلغة الأرقام كشفت آخر الإحصائيات لموقع "إليكسا" العالمي والمتخصص في متابعة المواقع الالكترونية أن الشروق أون لاين يحتل المرتبة 1115 عالميا وصل في أوقات الذروة إلى المرتبة 600 عالميا في ترتيب جميع المواقع سواء منها الإخبارية أو المتخصصة وحتى محركات البحث الأخرى، وهي مرتبة لم يسبق لموقع جزائري الوصول إليها من قبل حسب المختصين، الذين يؤكدون أن افتكاك مكانة بين 100 ألف موقع في تصنيف اليكسا يعد في حد ذاته إنجازا لأي موقع على الشبكة العنكبوتية. ويحتل الشروق أون لاين الصدارة من حيث عدد المتصفحين في ترتيب مواقع الجرائد والمجلات في العالم العربي متقدما على جرائد وصحف عربية عريقة تأسست منذ عقود وهو ما أكده تقرير نشرته مؤخرا صحيفة الوطن السعودية وذلك رغم حداثة عمر هذه التجربة في الجزائر. وتشير إحصائيات دورية نشرها موقع statbrain المتخصص في متابعة المواقع الإلكترونية أن الشروق أون لاين يستقطب يوميا ما معدله 500 ألف متصفح ووصل العدد في أوقات الذروة إلى أكثر من مليون متصفح يوميا، وحدث ذلك خلال الحرب الإعلامية التي صاحبت مبارتي الجزائر ومصر برسم تصفيات كأسي العالم وإفريقيا شهر نوفمبر الماضي بالقاهرة وأم درمان على التوالي. وكان موقع الشروق أون لاين خلال هذه المرحلة بمثابة القلعة الإعلامية والواجهة الخارجية التي تصدت لحملات التشويه والسب التي طالت الجزائر شعبا وتاريخا من قبل الفضائيات المصرية بسبب إقصاء الفراعنة من الوصول إلى نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا، وذلك إلى درجة أن ثلث قراء الموقع أصبحوا من المصريين الذي كانوا يتابعون أخبار المنتخب الجزائري وكذا الرد على الأكاذيب التي كان ينشرها مسؤولو كرة القدم المصرية والسياسيون بعد صدمة الإخفاق في الوصول إلى مونديال جنوب إفريقيا. كما كان الشروق أون لاين متنفسا للقراء الجزائريين للرد على حملات الفضائيات المصرية لإيصال صوتهم لها بحكم أن الموقع له طبيعة تفاعلية يسمح من خلالها للمتصفح بنشر تعليقاته ومواقفه من المواضيع المنشورة ومشاركة المتصفحين من جميع أنحاء العالم نقاشاتهم حول مختلف القضايا وهي خدمة تفتقدها أغلب إن لم نقل كل المواقع الإخبارية في الجزائر بدرجة خاصة. وإضافة إلى هذه الخدمات الحديثة التي يوفرها الشروق أون لاين فإنه يتوفر على طبعتين الأولى فرنسية والثانية انجليزية في الوقت الذي يتم التحضير لطبعات أخرى بلغات أجنبية لإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من القراء عبر العالم لمتابعة الأخبار الوطنية، فضلا عن أن الموقع يخضع لعملية تطوير دورية من حيث المحتوى والشكل لمسايرة الثورة الحاصلة في مجال الصحافة الالكترونية. وكان المنحى التصاعدي الذي أخذه الموقع من حيث عدد المقروئية على الشبكة العنكبوتية سببا في تعرضه لهجمات مثل ماحدث مع القراصنة المصريين أول أمس والتي كانت الأخطر بالسطو على اسم نطاقه من قبل قراصنة أكد الخبراء أنهم كانوا مدعومين من جهات نافذة في مصر، بالرغم من أن العملية في حد ذاتها تؤكد حسبهم أن الموقع أضحى رقما صعبا في الإعلام الالكتروني على المستوى العربي على الأقل، لأن شن مثل هذه الهجمات الدقيقة تستهدف المواقع التي لها تأثير قوي وليس المواقع المغمورة.