تحصلت "الشروق" على مراسلات تكشف مغامرة حقيقية بأموال الجزائريين من خلال نقلها برا بواسطة سيارات "أمنال" المخصصة لنقل الأموال من الخزينة المركزية للبنك الخارجي إلى مديريات جهوية في الغرب الجزائري في حين أن مبالغ بهذه القيمة ولمسافات مماثلة تودع عن طريق بنك الجزائر في حساب تلك المديريات ولا يخاطر بها على طول 600 كلم مثل ما تكشفه المراسلات التي بحوزتنا. * وأفادت مصادر بالبنك الخارجي الجزائري أن نقل الأموال برا وبالنظر للوضع الأمني يعتبر مخاطرة بها في حالة ما إذا كانت الوجهة خارج النسيج الحضري وعلى بعد مئات الكيلومترات بالنظر إلى الكمائن التي كثيرا ما وقعت فيها أموال ضخمة سواء كانت من تدبير جماعات إرهابية أو عصابات.. ومنذ تردي الأوضاع، عمدت البنوك العمومية والخاصة إلى نقل الأموال عن طريق شركة "أمنال"، لكن إذا كان خارج الولاية، وعلى مسافات قصيرة فإن ذلك يتم في موكب وبمرافقات أمنية. * وبالنسبة لبنك الجزائر الخارجي فإن مصادر أكدت أن مسؤولين بها أشعروا مرؤوسيهم بخطورة العملية وما قد تتعرض إليه تلك الأموال الضخمة من سطو في كمائن سيما إذا كانت تترصد سيارات "أمنال" أو تتسرب معلومة خاصة ان الأموال التي تم نقلها كانت وجهتها تلمسانووهران. * وتكشف المراسلة التي بحوزتنا الحاملة رقم 2502/2009 والمؤرخة في 17/12/2009 طلبا للمديرية الجهوية لبنك الجزائر الخارجي بالوسط لإدارة شركة "أمنال" المتخصصة في نقل الأموال، طلبت في مضمونها التكفل بنقل 20 مليارا برا إلى المديرية الجهوية لنفس البنك في ولاية وهران (على بعد 400 كلم من العاصمة) يوم 2009/12/20أي بعد ثلاثة أيام من إرسال الطلب وهي مدة كافية لتسرب المعلومة عن التحضير لنقل هذه الأموال بشكل أو بآخر لتعدد الوسطاء. * وبتاريخ 23 ديسمبر 2009 وجهت المديرية العامة لبنك الجزائر الخارجي طلبا مماثلا إلى شركة "أمنال" تضمن تحويل مبلغ مماثل، أي 20 مليار سنتيم من المديرية الجهوية للبنك بالعاصمة ودائما برا ليصل المبلغ يوم 29 ديسمبر 2009 أي أسبوع فاصل بين تاريخ الطلب وتاريخ نقل الأموال مثلما ورد حرفيا في الوثيقة التي بحوزتنا والحاملة لرقم 2588/2009.