أحدثت قضية قلع أشجار النخيل على قارعة طرقات العاصمة صبيحة الأحد، استياء شعبيا من طرف المارين بالمواقع المعنية، لاسيما بالجهة الغربية للعاصمة بين زرالدة إلى غاية منطقة بوشاوي وجهة الصابلات كذلك، حيث لوحظ عدد كبير من النخيل اليابس تم اقتلاعه تُظهر جذوره على انه لم يعد صالحا بعد تعرضه للتلف، قبل أن يتم تعويض بعض أماكنه الشاغرة بنوع آخر كان من الأجدر اختياره منذ البداية لملاءمة نموه مع مناخ الشمال حتى لا تهدر أموال في عز التقشف! تعود بنا قضية غرس النخيل الذي تم استقدامه من الجنوب ضمن مشروع لتزيين ولاية الجزائر والذي يدخل ضمن المخطط الاستراتيجي الرامي إلى تحسين عاصمة البلاد، إلى الواجهة من جديد، فرغم المضمون الذي يحمله المشروع في طياته من ايجابيات لإعطاء وجه مشرف لمداخل ومخارج الولاية، غير أن ما يعاب عليه هو هدر أموال بالملايير في مشاريع يمكن استخلافها بأقل التكاليف، ولاأن المشروع ظل محل انتقاد طبقة كبيرة من المجتمع حتى أصحاب المشتلات أنفسهم تعجبوا لنوع النخيل المستقدم من الجنوب بغرض التزيين باعتباره مثمرا ولا يمكن له في أي حال من الأحوال أن يعيش مطولا بالنظر إلى الأجواء المناخية غير الملائمة، وهو ما أظهره الواقع، فرغم بقاء البعض من أشجار النخيل على قيد الحياة، إلا أن عددا كبيرا منها يتواجد حاليا على قارعة بعض الطرقات بأكثر حدة في الجهة الغربية للعاصمة يابسة ومرمية، في حين تم الإبقاء على حفرها السابقة حتى يتم استغلال المساحة نفسها لغرس نخيل آخر، وهو ما تم الانطلاق فيه ببعض المناطق، أين تم استبدالها بتلك المخصصة للتزيين. القضية التي لقيت استهجانا شعبيا عبر بشأنها كل من شاهد الحادثة أنها هدر للمال العام، فإجراء عملية حسابية بسيطة لمعرفة الخسائر الناجمة عن ذلك، تكشف أن ثمن النخيل المثمر باهظ بأضعاف مضاعفة من المخصص للتزيين، كما أن حمله والحفر وتثبيته كلها مراحل يتم أخذ على كلاها أموالا إضافية لتقتلع من جديد، ويتم اقتناء أخرى كان من المفروض استغلالها من الأول تجنبا للخسائر التي تتكبدها الجهات القائمة على المشروع. إلى ذلك يقول أصحاب المشتلات ومختصين في النباتات الموجهة للتزيين أن المشروع ما هو إلا هدر للأموال، حيث كان من الأجدر غرس نخيل التزيين ك"الكوكوز والفينكس" المستغلة من طرف دول البحر المتوسط والتي تباع بأقل تكلفة لا تتجاوز 5000 دينار عوض الطويلة بمواقع تكتظ بالسيارات قد تتسبب في حوادث مرور مميتة تتطلب متابعة يومية، لاقتلاع الأغصان التالفة التي يمكن أن تحدث إشكالا بالطريق السريع، لاسيما وأن عددا منها قد أتلف بعد ما يبست الأغصان لعدم تأقلمها مع جو الشمال.