اعلنت "قوات سوريا الديمقراطية" وهي عبارة عن فصائل عربية وكردية، الثلاثاء إطلاق عملية لطرد تنظيم "داعش" من شمال محافظة الرقة، معقله في سوريا، بدعم جوّي كثيف من التحالف الدولي بقيادة واشنطن. وكتبت "قوات سوريا الديمقراطية" على تويتر نقلا عن القيادية في هذه القوات روجدا فيلات "نبدأ عملية تحرير شمال الرقة بمشاركة جميع وحدات قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن". إلى ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء بمقتل 22 من عناصر "داعش" جراء الضربات الجوية المكثفة لطائرات التحالف الدولي على مواقع وتمركزات التنظيم بريف الرقة الشمالي. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان له، إن ذلك يأتي وسط استمرار الاشتباكات متفاوتة العنف، بين "قوات سورية الديمقراطية" و"داعش" في ريفي تلّ أبيض وعين عيسى، بريفي الرقة الشمالي والشمال الغربي. على صعيد آخر، نفذت طائرات حربية منذ صباح امس ما لا يقل عن 25 غارة استهدفت 20 منها مناطق بشمال وشمال غربي مدينة حلب. وأشار المرصد إلى أن غارتين استهدفتا مناطق في بلدة عندان وقرية كفربيسين بريف حلب الشمالي، واستهدفت ثلاث غارات مناطق في بلدتي خان العسل وكفرناها بريف حلب الغربي، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية. ومن جهتها دعت روسيا إلى وقف اطلاق النار لمدة 72 ساعة اعتبارا من غد الخميس بين النظام السوري والمعارضة في داريا والغوطة الشرقية، حيث تواصلت المعارك رغم اعلان هدنة هشة في 27 فبراير. واعلن مدير مركز التنسيق الروسي في سوريا سيرغي كورالينكو "من اجل احلال الاستقرار تدعو روسيا إلى هدنة لمدة 72 ساعة في داريا وفي الغوطة الشرقية"، اعتبارا من الخميس، حسب بيان صدر عن وزارة الدفاع ونشر ليلة الاثنين إلى الثلاثاء. ودعا كورالينكو المعارضة السورية مجددا إلى الانسحاب من المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي "جبهة النصرة". واشار إلى ان المجموعات المسلحة في الغوطة الشرقية وفي احياء من دمشق رصَّت صفوفها واعادت التسلح وتستعدّ لشن هجوم. واكد كورالينكو ان "هذه الاستنتاجات والتقديرات اكدها القصف المتواصل الذي يتعرض له الجيش السوري في الغوطة الشرقية والأحياء السكنية في دمشق". وفي ما يتعلق بحلب (شمال)، اشار كورالينكو إلى ان "جبهة النصرة" حشدت مجموعة من ستة آلاف مقاتل لشن هجوم على نطاق واسع لتطويق القوات الحكومية المنتشِرة في المدنية. وتفرض قوات النظام حصارا على داريا المدينة الاستراتيجية الواقعة على مسافة 10 كلم جنوب غربي دمشق، وتحاول منذ أواخر عام 2012 استعادتها من ايدي المجموعات المسلحة. وتأتي دعوة روسيا غداة نداء وجهته واشنطن إلى موسكو لتمارس ضغوطا على النظام السوري ليتوقف عن قصف المعارضة والمدنيين في حلب وفي ضواحي دمشق. وتشرف موسكووواشنطن اللتان تترأسان مجموعة الدعم الدولية لسوريا على احترام وقف اطلاق النار منذ 27 فبراير علما بأنه تعرض لانتهاكات متكررة وواسعة النطاق في مناطق عدة ابرزها حلب في شمال سوريا. ولم تنجح الدولُ العشرون الأعضاء في مجموعة الدعم الدولية لسوريا في تحويل وقف الأعمال القتالية الهش إلى هدنة دائمة بين النظام السوري والمجموعات المعارضة. واقترحت روسيا الأسبوع الماضي على الولاياتالمتحدة شن غارات جوية مشتركة ضد المجموعات السلفية في سوريا بداية من 25 ماي، وهو ما استبعدته واشنطن على الفور.