التقى الموفد الأمريكي إلى السودان سكوت غرايشن صباح الخميس في الخرطوم عددا من كبار قادة المعارضة السودانية الذين يلوحون بمقاطعة الانتخابات المقبلة. والتقى غرايشن في أحد أكبر فنادق العاصمة على حدة أعضاء من حزب الأمة (القومي) الذي يتزعمه الصادق المهدي والمعارض الإسلامي حسن الترابي وزعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي محمد عثمان الميرغني. ولم يدل الموفد الأمريكي الذي وصل الأربعاء إلى السودان، بأي تصريحات عقب هذه اللقاءات، لكن مصادر أوضحت أن اللقاءات دارت حول الانتخابات العامة المقرر إجراءها بين11 و13 من الشهر الجاري، بالإضافة إلى قضية دارفور، وأعلن مبارك الفضيل، الناطق باسم حزب الأمة المعارض عقب لقاء مع الموفد الأمريكي أن الأمريكيين هنا لبحث ما يمكنهم القيام به لإنقاذ العملية الانتخابية، مشيرا إلى أنهم يريدون انتخابات "منصفة وذات مصداقية". وأعربت الولاياتالمتحدة وبريطانيا والنرويج الأربعاء عن قلقهم بشأن الانتخابات السودانية ودعوا مختلف الأطراف السودانية إلى العمل من أجل اقتراع "ذا مصداقية". وطالبت المعارضة بتأجيل الانتخابات بحجة عدم توفر المناخ الملائم لإجرائها ولعدم تلقيها ضمانات من الحزب الحاكم. وعقدت هذه اللقاءات غداة إعلان ياسر عرمان، مرشح (الحركة الشعبية لتحرير السودان انسحابه من الانتخابات الرئاسية. وقال عرمان أنه اتخذ قرار الانسحاب لسببين. أولها استحالة إجراء الانتخابات بسبب حالة الطوراىء المفروضة في إقليم دارفور، وثانيا أن هناك ما سماها بمخالفات في العملية الانتخابية. في حين، قال محللون أن انسحاب عرمان سلم فعليا السباق الانتخابي للرئيس الحالي عمر حسن البشير، غير مستبعدين أن يكون القرار جزءا من صفقة مع حزب المؤتمر الوطني الذي يقوده البشير ويهيمن على الشمال لضمان إجراء استفتاء على استقلال الجنوب ينص عليه اتفاق السلام الموقع عام 2005 . وكان الرئيس السوداني قد أعلن استمرار تمسكه بالسلطة من أجل حماية الوطن وحفاظا على أمنه وسلامته في حال رفضت المعارضة دخول الانتخابات العامة المقررة في الحادي عشر من الشهر الجاري. ودعا البشير مساء الأربعاء السودانيين إلى إعلان رأيهم بصراحة ووضوح في مسيرة الإنقاذ التي تحكم البلاد حاليا والتي امتدت لعشرين عاما. ويعتبر الرئيس البشير أن مشاركة الحركة الشعبية الجنوبية في الانتخابات شرطا لتنظيم استفتاء تقرير مصير الجنوب المقرر في جانفي 2011 .