تشهد مختلف أسعار المواد الغذائية بما فيها الخضر والفواكه منذ أيام ارتفاعا محسوسا، واتضح المشهد بأكثر حدة مع الاضطرابات الجوية التي تميز شمال الوطن هذه الأيام. وإن كانت هذه الأخيرة أكثر الأسباب التي يتحجج بها الفلاح لعدم تمكنه من جني محصوله إلا أن البعض الآخر يرجع الأمر إلى انتهاء موسم بعض الخضروات ونقص فادح في اليد العاملة التي تبقى النقطة السوداء في قطاع حيوي في وقت تعرف فيه أسعار السكر والحليب هي الأخرى تذبذبا ولا تزال تسيل الحبر. وأرجع المنسق الولائي لمكتب العاصمة عن اتحاد التجار، سيد علي بوكروش، ل"الشروق"، قضية ارتفاع أسعار السكر التي تتباين من منطقة إلى أخرى إلى المضاربين من تجار أسواق الجملة الذين يلجؤون إلى بيع المنتج من دون فاتورة، مستغلين بذلك فرصة الطلب المرتفع للرفع من الأسعار ما يتطلب تكثيف الرقابة ومعاقبة المخالفين للقوانين يضيف بوكروش- الذي أرجع ندرة الحليب التي تعيشها بعض ولايات الوطن إلى لجوء مديرية التجارة لولاية الجزائر إلى غلق بعض وحدات الإنتاج ويتعلق الأمر بوحدة باب الوادي والخرايسية. وأشار المتحدث إلى أن مسحوق الحليب لا يزال كما كان عليه في السابق غير أن الإشكال يكمن في تمريره من طرف بعض المصانع لفائدة منتجي "الياغورت" والجبن ما خلق حسبه نقصا في التموين وبالتالي تذبذبا في الإنتاج الذي نزل بمركب بئر خادم لوحده بنحو 30 بالمائة حسب تأكيدات الموزعين أنفسهم، واتهم بوكروش بعض الأطراف التي تريد "التخلاط" وخلق البلبلة والفوضى حتى يبقى المواطن همه الوحيد اللهث وراء الخبز والحليب والسكر. كما أرجع رئيس اللجنة الوطنية لممثلي أسواق الجملة للخضر والفواكه، محمد مجبر، في اتصال مع "الشروق"، ارتفاع أسعار الخضر والفواكه هذه الأيام إلى انتهاء موسم بعض المحاصيل مقابل توفر منتج البطاطا الذي عرف جذب عدد كبير من طرف الفلاحين هذا الموسم، حيث ينتظر أن تغزو الأسواق خلال الأيام المقبلة بطاطا مستغانم وعين الدفلى والوادي بأثمان تنافسية، مرجحا استقرار الأسعار في غضون الأسبوعين المقبلين بدخول الخضر الموسمية يقول مجبر الذي عاد للحديث عن النقص الفادح في اليد العاملة ما قلص من استغلال المساحات الفلاحية، والأمطار التي تعيق جني المحاصيل بالإضافة إلى قضية الاستيراد وغياب المخططات المدروسة لقطاع يمكن أن يعوض تدني أسعار المحروقات ومخلفات القطاع الذي ولّد روح التبعية والكسل بين الجزائريين.