شيع المئات بمعية وزير الثقافة عز الدين ميهوبي ووالي ولاية سكيكدة، عبد الحكيم شاطر، وكذا القنصل الفرنسي بعنابة، والعشرات من المثقفين والأدباء، ظهر الأربعاء، بمقبرة بيسي الواقعة بين بلديتي بني بشير وعزابة شرقي سكيكدة، جنازة الراحل المفكر والفيلسوف والمبدع، مالك شبل، الجزائري المغترب بفرنسا، والذي وافته المنية صباح نهار السبت، من بداية الأسبوع الجاري، بالعاصمة الفرنسية باريس، بعد مرض عضال، وعن عمر يناهز ال63 عاما، الجنازة المهيبة لفقيد الساحة الأدبية الجزائرية والعالمية، تابعتها وسائل إعلام محلية وأجنبية، على رأسها وكالة الأنباء الفرنسية، وحضرها أفراد من عائلة الراحل بولاية سكيكدة، وكذا أبنائه المقيمين بفرنسا. وقال وزير الثقافة، في كلمة تأبينية ألقاها على روح الفقيد بقصر الثقافة والفنون بسكيكدة "مالك شبل أحسن سفراء الإسلام في العالم". وأشار ميهوبي، إلى أن الوزارة بالتنسيق مع مصالح ولاية سكيكدة، وجمهور المثقفين والأدباء، ستسعى لخلق مؤسسة فكرية إبداعية تحمل اسم الراحل مالك شبل، وتتكفلّ بمهمة نشر فكره وإبداعه ومواصلة أحلامه الجميلة في إيصال صورة واضحة راقية عن الدين الإسلامي، مضيفا بأن الوزارة ستعمد إلى استحداث جائزة وطنية ولما لا دولية تحمل اسمه. وأضاف قائلا "للراحل مالك شبل، حلم جميل كان يسعى لتحقيقه في حياته، هو الآن حلمنا جميعا ومهمتنا كلنا، إذ أن مالك شبل كان يشتغل على خلق مجلة تعنى بنشر الفكر العربي الإسلامي في أوروبا وعبر العالم تحمل اسم "النور"، وهنا قال الوزير "لا بد من تحقيق حلم مالك"، وهو في الحقيقة حلم نبيل، يعكس حقيقة هذا المثقف العظيم. وقال نجل الراحل مالك شبل، في كلمة ألقاها بهذه المناسبة الأليمة، بأنه على الرغم من الحزن الذي يعتصر قلبه رفقة أختيه شاهينار وشاناز، على فقدان والدهم، إلا أنه فخور وسيظل كذلك بوالده المرحوم، قائلا "المرحوم والدي لم ينقطع يوما عن وطنه الجزائر، وكان دائم التردد على البلاد في مناسبة ودونها، لم يتوقف يوما عن حثنا على التشبث بالمبادئ العربية الإسلامية، وبالقيم الجزائرية الأصيلة، وقال بهذه المناسبة "أبي رحمه الله، عرضت عليه الجنسية الفرنسية في أكثر من مرة، ولكنه رفضها، عرضت عليه من طرف الرئيس الفرنسي جاك شيراك، وساركوزي، وفرانسوا هولاند، وظلّ رافضا لها متمسكا بالجزائر وبجواز السفر الجزائري، وظلّ يكتب ويناضل من أجل رسم صورة جميلة عن الإسلام والعروبة، وكان في صراع دائم مع أولئك الذين يحاولون تشوية الإسلام وحصره في قضايا الإرهاب والتطّرف الديني".