أعلنت الإدارة العامة لمكافحة الإرهاب والظواهر الهدامة بليبيا، مساء السبت، قيام قوة تابعة للإدارة، بكمين محكم، في منطقة المخيلي، شرقي الجبل الأخضر، بالقبض على خلية تابعة لتنظيم القاعدة. وقال مصدر بالإدارة، في تصريح ل"سكاي نيوز عربية"، إن مجموعة القبض والتحري بمكافحة الإرهاب والظواهر، تمكنت من القبض على امرأتين تونسيتين الجنسية، وشخص آخر كان يقود السيارة. وأوضح المصدر الذي لم يكشف عن هويته، أن إحدى هاتين التونسيتين كانت زوجة القيادي في تنظيم القاعدة ب"بلاد المغرب الإسلامي" المدعو "خالد أبو العباس" المعروف ب"مختار بلمختار" المطلوبة في تونس. وتمت عملية القبض "بحسب المصدر" فى كمين محكم تم بناءاً على معلومات ومتابعة بعد محاولة المجموعة القادمة من عمق الصحراء الفرار إلي منطقة الجفرة المتمركز بها مقاتلون يتبعون "تنظيم القاعدة " جنوبي سرت، كانوا قد فروا من الجيش الوطني الليبي بشرق البلاد وانضم إليهم العناصر المهزومة من "سرايا الدفاع عن بنغازي وتحرير أجدابيا" بعد محاولتها الفاشلة للتقدم صوب بنغازي في جويلية الماضي. هذا ولم يكشف المصدر تفاصيل أكثر عن اسم وكنية زوجة "الأعور" مكتفياً بإعلان القبض عليها فقط حتى الآن.
من هو بلمختار؟ مختار بلمختار أو مسعود عبد القادر، أو خالد أبو العباس أو الأعور، كلها مسميات متعددة لشخص واحد، كان بمثابة عراب للتنظيمات الإرهابية وبات في قائمة أخطر المطلوبين دوليا، حتى أن واشنطن رصدت خمسة ملايين دولار لمن يأتي به حيا أو ميتا. وبرز اسم مختار بلمختار في بداية تسعينيات القرن الماضي عندما عاد من أفغانستان، حيث حارب وفقد إحدى عينيه إلى الجزائر. وسرعان ما أصبح الرجل قياديًا بارزًا في "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" التي تحولت لاحقًا إلى تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". وحسب المعلومات المتداولة عنه، لد مختار بلمختار (خالد أبو العباس) سنة 1972 في مدينة غرداية. وفي صغره كان متحمسًا للقتال. وقد قاده ذلك الحماس وهو في 19 عامًا إلى أفغانستان، حيث تدرب وقاتل مع تنظيم القاعدة. وعاد بلمختار إلى الجزائر في مطلع التسعينات، حيث برز اسمه كقيادي بارز في الجماعة السلفية للدعوة والقتال قبل أن يغادرها ويؤسس في نهاية 2012 تنظيم "الموقعون بالدم". وفي جانفي أعلن تبنيه عملية احتجاز الرهائن في منشأة إن أميناس في الجزائر، والتي قتل خلالها 37 أجنبيًا وجزائري و29 من المعتدين. وخلال السنوات الماضية، تعددت التقارير التي تحدثت عن مقتله دون أن تتأكد صحة أي منها، حيث أعلنت تشاد في أفريل 2013 مقتله، أي بعد ثلاثة أشهر على عملية إن أميناس، لكنه ظهر في الشهر التالي ليعلن تبنيه اعتداء في النيجر أسفر عن سقوط 20 قتيلاً. وفي سنة 2013 اندمج تنظيمه مع "حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا"، إحدى المجموعات الجهادية التي سيطرت على شمال مالي بين خريف 2012 ومطلع 2013، لتولد بذلك جماعة "المرابطون" التي تزعمها بنفسه. وأعلنت جماعة "المرابطون" مبايعتها تنظيم "الدولة الإسلامية"، إلا أن بلمختار نفى ذلك، مجددًا البيعة لزعيم القاعدة أيمن الظواهري. وحكم على بلمختار بالإعدام في الجزائر مرتين بتهم "الإرهاب الدولي والقتل والخطف". ويتهم بالوقوف وراء اغتيال أربعة فرنسيين في موريتانيا في ديسمبر 2007، وخطف كنديين اثنين في 2008 وثلاثة إسبان وإيطاليين اثنين في 2009. وبحسب مصادر في ليبيا فقد استقر مختار بلمختار منذ نحو عامين في مدينة درنة ولكن بعد اندلاع الاشتباكات بين ما يعرف بمجلس شورى مجاهدي درنة وداعش انتقل إلى مدينة أجدابيا حيث أعلن عن مقتله.