الرماد البركاني بلغ ارتفاعه في الجو بين 6 و 11 كلم للاستفسار حول إمكانية وصول الغازات المتسربة من بركان إسلاندا إلى الجزائر، اتصلنا بالسيد بوعلام خليف رئيس مصلحة التنبؤات في الديوان الوطني للأرصاد الجوية، فأكد أنه لا يملك المعطيات اللازمة لتحديد الحالة بالضبط كونه في فترة عطلة، لكن من منظور الخبير قال "كل شيء متعلق بالوضع الجوي، لكن إذا بقيت قوة البركان على ما هي عليه الآن واستمرت الغازات في التصاعد وتحول التيار الجوي إلى جهتنا، ستصلنا الأتربة والغازات لا محالة، والحالة الوحيدة التي تجنبنا وصول تلك الغازات هي وجود الجزائر في منطقة ضغط جوي عال يكون فيها التيار الجوي من الجنوب إلى الشمال ويكون باتجاه العلو". * بالمقابل عدّد الأستاذ خليف الحالات الجوية التي يمكن أن تؤثر على الجزائر، وهي عندما يأتي ضغط جوي مرتفع من المحيط الأطلسي، أو في حال ضغط جوي جد منخفض فوق الجزائر وفي حال التيار الشمالي والتيار الشمالي الغربي والشمالي الشرقي. * وعن المضار التي يمكن أن تلحق الجزائر في حال وصول تلك السحب، قال مسؤول التنبؤات بديوان الأرصاد الجوية "الرماد المنبعث من البركان يؤثر تأثيرا سلبيا على محركات الطائرات، التي تستهلك هواء باردا وتدفع الساخن إلى الخارج ويعمل الرماد على إنقاص الأكسجين بداخلها فتختنق تماما مثل الإنسان، ومن ثم تكون حوادث سقوط الطائرات، ولذلك السبب تتوقف حركة الملاحة الجوية في مثل هذه الحالات". * أما الدكتور لوط بوناطيرو فأوضح أنه "لا بد أن نعرف أن بركان إسلاندا لو استمر نشاطه أسبوعا أو 10 أيام سيؤدي إلى تلوث طبيعي يمكن أن يصل إلى غاية الجزائر والصحراء"، مضيفا أن مثل هذه الظواهر الطبيعية تصل آثارها من منطقة إلى منطقة بفعل العوامل المناخية، والدليل كما قال "حصل في الماضي أن زوابع رملية وقعت في صحراء الجزائر بلغت آثارها دول أوربا، وقد لاحظت في باريس تهاطل ثلوج بلون بني، وما هو في الحقيقة إلا رمال الصحراء التي حملتها الرياح إلى غاية فرنسا". * وعكس ذلك يقول بوناطيرو يمكن أن يصل البخار المتسرب من بركان إسلاندا إلى الجزائر "وسيكون أول المتضررين منه مرضى الصدر وضيق التنفس والربو، كما ستتأثر اليابسة والنباتات من الأحماض التي تحملها الرياح" دون الحديث عن تضرر حركة الملاحة الجوية. * لكن وحسب الخبير فإن الوضع لا يستدعي القلق الزائد "إنه تلوث طبيعي وليس تلوثا بالإشعاع النووي وكلها أيام وستعود الطبيعة إلى حالها، فالأرض قادرة على استرجاع توازنها"، مضيفا بأن وزارة البيئة تملك الوسائل لقياس درجة تلوث الجو وستعلم المواطنين في حال وجود أي مشكل، وفي حال التلوث ما على المواطنين إلا لبس الكمامات المضادة للغازات، ولن يكون ذلك إلا بعد صدور تقارير خبرة بذلك.