كشفت الأرقام المتوفرة لدى "الشروق" أن أزيد من 3000 مسجد بالولايات الحدودية الجزائرية مع دول الجوار جُندت لصد سموم عناصر "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" من غير الجزائريين، على شاكلة "وريث" زعيم تنظيم القاعدة، "بن لادن"، المدعو "أبو يحيى الليبي" الذي كان ينفث في نفوس آلاف الشباب الجزائري ويدفعهم للالتحاق بالجماعات الإرهابية داخل وخارج الوطن، حيث تشير التقارير الأخيرة لمصالح الدرك الوطني إلى تراجع الفتاوى المحرضة على الفكر الجهادي والتي شكلت في وقت ليس بالبعيد هاجس الدولة الوحيد. وأثبت ما يُعرف ب "وريث" زعيم تنظيم القاعدة "بن لادن" المدعو "أبو يحيى الليبي"، المطلوب لدى الأجهزة الأمنية الليبية والمسجل في القائمة الأمريكية على أنه أخطر الإرهابيين، عجزه في جعل الجزائر فضاء لعملياته الإجرامية، حيث استنفد على مدار أزيد من 5سنوات كاملة كل طاقاته العدوانية لتوريط الشباب في قضايا إرهابية داخل الجزائر وخارجها في محاولة لتعبئتهم ودفعهم على التمرد، مستغلا المستوى الثقافي لبعضهم وتعطشهم إلى الدين الإسلامي فتلاعب بهم وأدخلهم في عالمه المزيف القائم في ظاهره على الإسلام. لكن ما خفي منه كان أعظم واخطر بعدما جعل عشرات الشباب فيما مضى يغادرون أحياءهم إلى العراق وأفغانستان والشيشان للقتال، ومنهم من نفذ اعتداءاته داخل الجزائر مسجلا نفسه كرقم إضافي لعدد الإرهابيين الجزائريين الذين تلقوا تجنيدهم على يد أبناء جلدتهم. وأصر الإرهابي الخطير "أبو يحيى الليبي" على استهداف الجزائريين مركّزا على شباب الصحراء وخاصة الولايات الحدودية مع ليبيا لسهولة عقد الاجتماعات السرية بين الإرهابيين والتي عادة ماتنظم في صحراء "دوار الماء"، وهي نقطة التلاقي بين الدول الثلاث الجزائر، تونس، ليبيا، وتأكد الإرهابي أن خلافته مع بن لادن لن تكون إلا انطلاقا من الجزائر، فوسع نشاطه على الحدود وجند العديد من الشباب الذين لم ينتظروا كثيرا حتى وجدوا أنفسهم في جبال أفغانستان أو في السجون أو ضمن عداد المقضي عليهم، قبل أن تتفطن الأجهزة الأمنية لذلك وبأن الأمر يتعلق بإرهابيين خطرين جدا على الأمن الوطني، غير أن المدعو "أبو يحيى" الذي يدير جلسات مخصصة لتدريب الجزائريين وتجنيدهم في صفوف الإرهابيين أفتى في أكثر من مرة بجواز قتل الجزائريين، وهو مصر على تغليط الشباب بألفاظه الطنانة وسهولة تلاعبه بالكلمات وتأويله الخاطئ للقرآن الكريم، وأصدر مؤخرا بيانا أفتى فيه بجواز قتل الجزائري الذي ترك فريضة الزكاة والتي يعرفها إرهابيو الجزائر بأنها الفدية عند اختطاف الأغنياء من المواطنين. وأفادت بعض المصادر بناء على تحقيقات أمنية أنه المسؤول عن تجنيد عشرات الشباب في منطقة واد سوف وحدها، وجعلهم يتنقلون إلى شمال البلاد لنشر ادعاءاتهم المغرضة المتحاملة على كل ما هو جزائري، مشيرة إلى أن الظاهرة عرفت تناقصا كبيرا خلال الأربع سنوات الأخيرة وتوجت بعدم تسجيل أي حالة لالتحاق الشباب بالإرهابيين خلال هذا العام. ومن جهتها تواصل مصالح الدرك الوطني بفضل جهودها من توفير الأمن في المنطقة وذلك من خلال إحباط محاولات تموين الجماعات الإرهابية بكميات معتبرة من الأسلحة، حيث استطاع درك ولاية الوادي من إحباط عملية تهريب الأسلحة الحربية الموجهة لاستغلال الإرهابيين في اعتداءاتهم بمناطق نشاطهم بالوسط، منع وصول كمية معتبرة منها لأتباع "درودكال"، حيث حجزت خلال العام الماضي 6 أسلحة حربية من نوع "فال"، هيكل مسدس بيرطا و571 خرطوشة إضافة إلى مخزنين فارغين للسلاح نوع "فال" و52 خرطوشة عيار 9 ملم. وفي الضفة المقابلة كشفت مصادر أمنية ل"الشروق" أن الأمن عاد إلى الولايات الحدودية بعد أن اقتنع شباب المنطقة أن العمليات التي يقوم بها بعض زعماء الإرهاب المطلوبين لدى مصالح أمن دولهم، مجرد تحريض وتهديم للنفوس والفتاوى التي تصدر عنهم مجرد افتراءات لتعاليم القرآن والسنة حيث توجهوا إلى القطاع الفلاحي المعروف في المناطق الحدودية مثل ولاية الوادي وبسكرة وغيرها من الولايات. وفي هذا السياق ذكر قائد المجموعة الولائية لواد سوف المقدم شايب أن التغطية الأمنية بالولاية بلغت 60 بالمائة مقارنة مع البلديات البالغ عددها 30 بلدية وهذا بفضل رجال الدرك الواقفين والساهرين على توفير الحماية والأمن للمواطنين خاصة أنها ولاية حدودية، حيث يعرف الإجرام بمختلف أنواعه ارتفاعا مقارنة بالولايات الأخرى، مؤكدا أن عاصمة "ألف قبة وقبة" تتوفر لوحدها فقط على 700 مسجد، يحرص معظمهم على التوعية والإرشاد والهداية خاصة فئة الشباب ممن يستهويه الفكر الجهادي أو ماتسمى بالأفكار المستوردة القادمة من الدول الشقيقة.