عادت أعداد "الحراقة" الجزائريين المتدفقين على السواحل الإيطالية وتحديدا جزيرة سردينيا، إلى نفس المستويات التي كانت عليها قبل 10 سنوات، حيث وصل عددهم خلال سنة 2016 لنحو 1200 حراق، ممن ضبطهم الأمن الايطالي سواء قبل الوصول إلى الجزيرة أو بعد النزول على اليابسة. ووفق إحصائيات محافظة الشرطة لمدينة كاغلياري الإيطالية عاصمة ناحية سردينيا، الخاصة بسنة 2016 والتي قدمها مطلع السنة الجارية، فقد عادت أعداد الحراقة الجزائريين إلى التدفق مرة أخرى على سواحل الجزيرة بعد انقطاع لافت وتراجع الظاهرة كثيرا خلال السنوات السبع الأخيرة على الأقل. وذكر محافظ شرطة كاغلياري دانيلو غالياردي، في ندوة صحفية نقلتها وسائل إعلام محلية أن الشرطة سجلت وصول 1133 حراق من الجزائر خلال السنة المنقضية وهو رقم جد مرتفع مقارنة بالسنوات الأخيرة. وأشار المسؤول ذاته إلى أن عدد الزوارق التي ضبطت وعليها حراقة جزائريين خلال نفس الفترة أي 2016 بلغ 27 زورقا، علما وأن العشرات من الزوارق لا يكتشف أمرها إلا وهي فارغة بعد وصول الحراقة إلى اليابسة وانتشارهم في المدن والتجمعات السكانية. وأعلنت شرطة المدينة حسب وسائل إعلام محلية، عن وصول 3 قوارب ب 46 حراقا جزائريا آخر مع احتفالات نهاية السنة، وهو ما يجعل العدد الإجمالي للجزائريين الذين وصلوا إلى هذه الجزيرة نحو 1200 حراق. ويضاف هذا العدد الذي كشفت عنه السلطات الايطالية، إلى المئات من الحراقة الذين تمكنت مصالح حرس الشواطئ للبحرية الوطنية من رصدهم في المياه الإقليمية، حيث أشار بيان للرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان قبل أيام نقلا عن إحصائيات لوزارة الدفاع الوطني، أن 1206 حراق تم توقيفهم وهم بصدد الإبحار نحو الضفة الأخرى، لكن هذا الرقم يخص نشاط الهجرة غير الشرعية على طول الساحل الجزائري وليس الشرقي لوحده. وبالتمعن في أرقام الواصلين إلى جزيرة سردينيا يتضح أنها عادت إلى نفس المستويات التي كانت عليها قبل 10 سنوات من الآن، وهي الفترة التي كانت قد عرفت رواجا كبيرا لهذه الظاهرة في أوساط الشباب خصوصا منهم قصر. وكان حزب رئيس مجلس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو برلسكوني "ايطاليا إلى الأمام-FORZA ITALIA" قد دعا عبر ممثليه في سردينيا إلى منع وصول الحراقة الجزائريين إليها ولو استدعى ذلك استخدام القوة.